استقبلت العائلات الجيجلية أول يومين من شهر رمضان لهذه السنة على طريقتها، من خلال عادات وتقاليد انفردت بها لم يمحها الزمن. وإن كان الشهر الفضيل لهذه السنة استثنائيا بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا، فإن ذلك لم يمنع الجواجلة من التحضير الجيد لاستقباله كسائر السنوات السابقة. دأبت العائلات الجيجلية على التحضير لاستقبال شهر رمضان الكريم بعادة "التنخال" وهي تعني تنظيف البيت وترتيبه جيدا، وحتى طلائه ليكون في حلة جديدة، ولو أن شهر رمضان لهذه السنة تزامن مع جائحة كورونا، أين كانت عملية التنخال مضاعفة ومشددة استعملت فيها كل أنواع المواد المنظفة والمعقمة، أما عن طلاء المنزل فهو ضرب لعصفورين بحجر واحد، تحضير لاستقبال رمضان وحتى لعيد الفطر أيضا. الأواني الجديدة أمر ضروري من جهة أخرى، يعد استقبال شهر رمضان بشراء أوان جديدة أمرا ضروريا لمعظم العائلات الجيجلية، حيث شهدت عشية رمضان الأسواق حركة غير عادية، من خلال كسر الحجر الصحي عبر التوافد الكبير للنسوة على محلات بيع الأواني المنزلية بمدينة جيجل، بعد أن قام بعضها بخرق إجراءات الحجر وفتح أبوابه ولو جزئيا أمام الزبائن. تقول السيدة "جميلة" إنها دأبت على شراء أوان جديدة كالصحون كل شهر رمضان، واصفة الأمر بفأل خير من خلال استقبال الشهر الفضيل ب"الجديد". وعن سؤالنا لها حول وعيها بخطورة كسر الحجر من خلال الاختلاط والتجمعات، لم تملك السيدة جميلة سوى القول "الله غالب محتمة..". فطور خاص وهدية للطفل الذي يصوم لأول مرة أما عن الأطفال الصغار الذين يصومون لأول مرة، فإن العديد من العائلات الجيجلية تعبر عن فرحها بصيام أبنائها على طريقتها، حيث يتم معاملتهم بطريقة خاصة، من خلال تقديم هدية للطفل الذي يقبل على الصيام للمرة الأولى، فيما يكون نصيبه فطورا خاصا يكون افتتاحه بالتمر والحليب، وهو ما سيشجعه على التعود على الصيام تدريجيا. "شربة الدويدة" طبق تنفرد به العائلات الجيجلية تنفرد مدينة جيجل ببعض الأطباق الخاصة خلال شهر رمضان، أين تسهر العديد من العائلات على تحضير طبق "شربة الدويدة" التي يتم تجهيزها مسبقا لتكون سيدة مائدة رمضان، فضلا عن طبق شربة الفريك، ففي غياب الطبق الأول يحضر الثاني والعكس صحيح. وبالحديث عن المطبخ، فإن الكثير من الفتيات صرحن لنا أنهن استفدن كثيرا من بقائهن في المنزل طيلة فترة الحجر الصحي، أين أتيحت لهن الفرصة لتعلم الطبخ والتفنن في تحضير مختلف الوصفات، وهو ما تؤكده "مريم" عاملة بمؤسسة خاصة، حيث قالت "لم أكن أملك الوقت لدخول المطبخ وتحضير الطعام، غير أنه ببقائي في البيت قرابة الشهر بسبب تداعيات الحجر الصحي، تعلمت تحضير مختلف الأطباق من خلال اليوتيوب وصفحات الطبخ على مواقع التواصل الاجتماعي"، مضيفة سأفاجئ عائلتي بكل ما لذ وطاب خلال شهر رمضان لهذه السنة.." التراويح والسهرات الرمضانية أهم ما يفتقده الجواجلة وإن كان كل ما يتعلق بالمطبخ والتنظيف هم النساء، فإن الهم الأول للرجال كان صلاة التراويح والسهرات الرمضانية التي لن تكون حاضرة على الأقل خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان. يقول "أحمد" وهو موظف في مؤسسة عمومية بمدينة جيجل، "اعتدت على تأدية صلاة التراويح كل شهر رمضان في مسجد عمر بن الخطاب بحي الفرسان، ثم السهر مع الأصدقاء في الحي إلى وقت متأخر"، مضيفا أن صلاة التراويح والسهرات الرمضانية هما "بنة رمضان"، إضافة إلى السهرات العائلية، أين اعتادت الأسر الجيجلية على دعوة الأهل والأقارب خلال ليالي رمضان للاجتماع حول مائدة مزينة بمختلف أنواع الحلويات وتبادل أطراف الحديث، وهو ما ستفتقده هذه السنة.