بعد أسبوع من الانتعاش لأسعار الأورو والدولار في سوق العملة الصعبة ب"السكوار" بالعاصمة، وغيرها من النقاط السوداء لبيع "الدوفيز"، حيث بلغ سعر الأورو أزيد من 20 ألف دينار للبيع وتجاوز الدولار 18 ألف دينار عن كل مائة وحدة، عاد بداية من أمس الأول سعر العملة الصعبة ليشهد منحى تنازليا جديدا، بعد تداول أنباء عن موجة ثانية لتفشي فيروس كورونا في العالم وإمكانية غلق الطيران الجوي والنقل البحري لفترة أطول. وانخفض سعر الأورو، السبت، ليبلغ 19 ألف و700 دينار لمائة وحدة للشراء و19 ألف و300 دينار للبيع بعد ما بلغ نهاية الأسبوع الماضي 20 ألف دينار للشراء و20 ألف و300 دينار للبيع، فيما تراجع سعر تداول الدولار الأمريكي في السوق السوداء إلى 17 ألف و700 دينار للشراء و17 ألف و300 دينار للبيع. وسجلت الأسعار الأسبوع الماضي أعلى منحى لها على الإطلاق منذ بداية الحجر الصحي في الجزائر بفعل تفشي فيروس كورونا وبداية غلق النقل الجوي والبحري بتاريخ 15 مارس الماضي، ويُرجع خبراء سبب هذا الانخفاض إلى الحديث عن موجة ثانية لفيروس كورونا في العالم أغلقت العديد من المدن بعد فتحها، وقد ترجئ إجراءات فتح الطيران الدولي الذي كان منتظرا نهاية شهر جوان الجاري أو بداية جويلية المقبل كأقصى تقدير. وتشهد سوق "الدوفيز" اليوم وفقا لما يؤكده الصرافون ل"الشروق" حالة جمود بعد تهافت قوي للتجار والمستوردين عليها خلال العشرة الأيام الماضية، حيث قام هؤلاء بتجفيف مخزون العملة الصعبة النائمة بهذه السوق، تحسبا لعودة النشاط التجاري وارتفاع الأسعار لإعادة بيعها بسعر مرتفع وجني مكاسب كبرى. ويقول الصرافون إن عودة انتشار المرض بعدد من الدول جمّد إجراءات الفتح، وبات ينذر بإمكانية أن يستمر الوضع السيء لفترة أطول، وهو ما بات يمنع من استشراف أسعار السوق للمرحلة المقبلة وتقديم قراءات عن التوقعات المرتقبة، فكل شيء وفقا للصرافين مرتبط بالعرض والطلب وعودة النشاط الاقتصادي الذي لا يقتصر اليوم على الجزائر فقط وإنما يشمل كافة دول العالم، التي تشهد أزمة اقتصادية حادة غير واضحة المعالم والامتداد. ويتداول الصرافون على مستوى سوق "السكوار" بالعاصمة مبلغا تقريبيا يعادل 6 مليارات دولار وفقا لدراسة أعدتها لجنة المالية والميزانية بالمجلس الشعبي الوطني، في وقت أجّلت الحكومة ملف احتواء هذه السوق في الظرف الراهن واعتماد مكاتب صرف مقننة ورسمية وفق هامش ربح ثابت لا يتجاوز العشرين بالمائة، وسبق أن أعلن محافظو بنك الجزائر المتداولون على المنصب طيلة ال3 سنوات الماضية أن الوقت المناسب لم يحن بعدُ لغلق سوق "السكوار"، في حين يؤكد الخبراء أن أزمة كورونا منحت الحكومة فرصة من ذهب لاعتماد الرقمنة والقضاء على سوق الصرف الموازية، وهي الفرصة التي يجب استغلالها بإحكام، على حد تعبيرهم.