أسفر هجومان وسط مدينة كركوك شمال العراق يوم أمس الاثنين يفصل بينهما 20 دقيقة عن مقتل أكثر من 85 مدنيا وإصابة 180 آخرين بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء حسب هيئة الإذاعة البريطانية, في حين تحدثت وكالة الأنباء الفرنسة استنادا إلى اللواء برهان حبيب طيب قائد شرطة منطقة كركوك أن العملية أسفرت على مقتل 75 شخصا على الأقل وإصابة 185 آخرين بجروح اثر تفجير شاحنة مفخخة استهدف مقر احد الأحزاب الكردية العراقية. كشفت صور فيديو من موقع الهجوم الانتحاري حفرة عميقة محترقة تنتشر فيها عشرات الجثث المشوهة, حيث وقع الهجوم الأول عندما قام انتحاري بقيادة شاحنة محملة بكمية كبيرة من المتفجرات وهاجم بها منطقة تجارية مزدحمة بالقرب من احد مقرات حزب الاتحاد الوطني الكردستاني, الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني في المدينة, والمبنى المستهدف هو عبارة عن مقر لعدد من منظمات المجتمع المدني, من بينها اللجنة الاولمبية المحلية, واستنادا إلى مصادر من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني فإن الانتحاري هاجم مقر لجنة تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في حي الإمام قاسم, وان الانفجار خلف عددا كبيرا من الضحايا. وأضاف اللواء حبيب طيب قائد شرطة منطقة كركوك أن بين الجرحى عددا من النساء والأطفال، وان عددا كبيرا من الجرحى "بحالة خطرة جدا بسبب تعرضهم إلى حروق شديدة", نتيجة الانفجار القوي الذي تعرض له "المبنى الذي يضم عددا من المكاتب الإدارية ومنظمات المجتمع المدني واللجنة الاولمبية الكردستانية وناديا ثقافيا" حيث تعرض إلى أضرار جسيمة وانهارت أجزاء منه على الرغم من وجود مطبات وحواجز إسمنتية تحيط به", وأشار مراسل وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن الشرطة طلبت من خلال مكبرات الصوت من المواطنين التوجه إلى المستشفيات للتبرع بالدم. أما الانفجار الثاني فقد أدى إلى مقتل أربعة أشخاص بينهم ثلاثة من عناصر الشرطة وإصابة عشرين آخرين بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف دورية للشرطة في بغداد, وحسب مصدر امني عراقي أن "انتحاريا يقود سيارة مفخخة فجر نفسه عند حاجز للشرطة الوطنية في بداية شارع الكندي في منطقة الحارثية غرب مدينة بغداد مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص", وهو الخبر الذي أكده مصدر طبي في مستشفى اليرموك فضل عدم كشف اسمه حيث قال أن "جناح الطوارئ بمستشفى اليرموك تلقى جثث ثلاثة عناصر شرطة ومدني بالإضافة إلى عشرين مصابا من المدنيين والشرطة". إلى جانب هذا قالت الشرطة العراقية أن سيارتين أخريين انفجرتا في جنوبالمدينة بعد مرور ساعة على الانفجار الأول, أين أوضح اللواء برهان حبيب أن "انتحاريا كان يحاول تفجير سيارته وسط سوق الشورجة لكنه تركها وهرب قبل وصوله إلى السوق وانفجرت بعد ذلك ما أسفر عن إصابة شخص واحد فقط", وأعلن المقدم كامل رشيد من الشرطة "انفجار سيارة ثالثة في منطقة حي دوميز جنوبالمدينة استهدفت دورية للشرطة ما أسفر عن مقتل ضابط وإصابة الدورية في جروح". للتذكير تشهد مدينة كركوك الغنية بالنفط توترا سياسيا بسبب مطالبة الأكراد بإلحاقها بإقليم كردستان في حين يعارض التركمان والعرب ذلك, أين شهدت المدينة مؤخرا عدد متزيدا من أعمال العنف, ويقول المسؤولون العراقيون أن المسلحين السنة من أنصار القاعدة قد كثفوا نشاطهم خارج العاصمة بغداد ومحافظة ديالى بعد الحملة الأمنية الأخيرة للقوات الأمريكية والعراقية في هاتين المنطقتين, وكانت كركوك تعرضت لهجمات مماثلة كان آخرها التفجير الانتحاري بالسيارة المفخخة التي استهدفت بلدة امرلي في السابع من الشهر الجاري واسفرت عن مقتل 130 شخص وإصابة أكثر من 250 آخرين. من جانب آخر أعلن الجيش الأمريكي أن نحو 8000 جندي بدأوا عملية جديدة تستهدف مقاتلي القاعدة في منطقة زراعات جنوبي العاصمة العراقية بغداد, وذكر الجيش في بيان أن العملية تستهدف وقف تدفق السلاح والمقاتلين على جنوب العاصمة حيث تخوض القوات الأمريكية والعراقية بالفعل قتالا عنيفا لطرد المسلحين من هناك, فقد صلت القوات الأمريكية المحمولة جوا بطائرات الهليكوبتر قبل الفجر إلى منطقة وصفها الجيش الأمريكي بأنها ملاذ آمن للقاعدة حول وادي نهر الفرات على بعد 60 كيلومترا إلى الجنوب من بغداد. حسين زبيري/ أف ب/ بي بي سي/ سي أن أن