يؤكد رئيس اتحاد الشاوية عبد المجيد ياحي في هذا الحوار الذي خصّ به "الشروق" بأن مقترح الصعود من دون نزول هو الخيار الأمثل الذي من شأنه أن يخدم جميع الفرق ويصب في مصلحة الكرة الجزائرية بغية تجاوز هذه المرحلة الاستثنائية، مضيفا في السياق ذاته أن أطرافا تريد تأزيم العلاقة بين الفاف والوزارة، وأخرى تسعى إلى تقزيم جهود ومساهمات زطشي، سواء مع المنتخب الوطني أو على رأس الفاف، متوعدا في السياق ذاته بمحاسبة روراوة وقرباج وحداج بسبب ملفات قديمة، ملفات يطالب من خلالها الوزير التدخل لفتحها وإعادة النظر فيها، مجددا قناعته بسياسة التشبيب التي تحرص عليها أسرة اتحاد الشاوية على مرّ السنوات الأخيرة، مؤكدا أن إدارته لا تملك الأموال لكنها حريصة على بروز المواهب الكروية للتنقل إلى فرق تمنح لها المال. بداية كيف تنظر إلى مستقبل الموسم الكروي؟ أعتقد بأن الأمر متوقف حاليا على ممارسة المكتب الفدرالي لصلاحياته، حيث اتخذ حاليا قرارين أو مقترحين، وهو تنظيم جمعية عامة استثنائية أو اللجوء إلى خيار الاستشارة الذي يعد من صلاحياته أيضا. هل أنت مع تواصل المنافسة أو إيقاف البطولة؟ المعطيات الحالية تصب من الناحية المنطقية في إيقاف البطولة، لأنه لا يمكن إكمال المنافسة في ظل الوضع السائد، ما يجعل الخيار الذي يخدم الجميع هو تطبيق مبدأ صعود من دون نزول. كيف ذلك؟ هو تحديد الفرق الصاعدة إلى الأقسام العليا، وتشكيل القسم الأول من 20 فريقا، واللجوء إلى مجموعتين في القسم الثاني، كل مجموعة تتشكل من 18 فريقا، مع ضبط أسماء الفرق المعنية بالمشاركة الإفريقية، والإعلان عنها قبل يوم 31 أوت، وهذا خيار سيخدم الجميع وسيصب في مصلحة الكرة الجزائرية، خاصة في ظل هذه الأوضاع الاستثنائية، على أن يتم إعادة ترتيب البيت واتخاذ قرارات جديدة تحسبا للموسم الكروي المقبل. الكثير يتساءل عن موعد انطلاق الموسم المقبل، أو على الأقل العودة إلى المنافسة، كيف تنظر إلى هذا الجانب؟ منطقيا لا أحد يملك المعلومة، لأن الأمر يتجاوز الجميع، الأمر يتعلق بجائحة كورونا التي أخلطت الحسابات في الجزائر وبقية بلدان العالم، أكيد أن الحديث عن العودة إلى المنافسة ستسبقه ترتيبات تتعلق بالمهلة المخصصة للانتدابات تدوم مثلا أسبوعين أو أربعة، وبعد ذلك يتم الشروع في التحضيرات، لكن كل هذا متوقف على قرار اللجنة العلمية ووزارة الصحة والسلطات العليا، ومدى إمكانية تطبيق البروتوكول الصحي. هناك حديث عن توتر العلاقة بين الوزارة والفاف، كيف تنظر إلى هذه النقطة؟ هناك أطراف تصطاد في المياه العكرة، شخصيا لم أتكلم منذ عامين مع رئيس الفاف زطشي، قد توفي أخي وتوفيت أختي ولم يقدم لي واجب العزاء، لكن من أجل مصلحة كرة القدم الجزائرية لا يجب أن نخلط هذا بهذا. ماذا تقصد؟ من غير المنطقي أن يباركوا للمنتخب الوطني تتويجه بكأس أمم إفريقيا من دون المسيرين، غير معقول التقليل من شأن زطشي، أحببنا أو كرهنا فإن تتويج "الخضر" بهذا الإنجاز كان بفضل زطشي الذي له خبرة في التسيير كرئيس فريق ثم كرئيس للفاف، ناهيك عن حنكته في توظيف اللاعبين وإعطاء معلومات تقنية أفادت الناخب الوطني، لا يجب أن نستهين بهذه الأمور، فزطشي قدم الكثير للمنتخب الوطني وأدى ما عليه لخدمة الكرة الجزائرية، وأريد أن أقول شيئا. تفضل أنا من الذين طالبوا ببلماضي مدربا للمنتخب الوطني عندما كانوا يقولون بأن غوركوف هو المدرب الأنسب، حينها كان الناس يباركون لروراوة رغم أنه أدى بالكرة الجزائرية إلى الهاوية. والجميع يعلم أيضا بأن المكتب الفدرالي الحالي ورث كوارث ومهازل تركها مكتب روراوة، من خلال ممارسات سلبية تمت جهارا نهارا، من ذلك قضية الساورة وعين فكرون والخروب. وعلى هذا الأساس كنا ننتظر من الوزير الحالي فتح الملفات القديمة لكن لم يقدم على هذه الخطوة لحد الآن، وعليه سنتخذ الإجراءات اللازمة. ما هي هذه الإجراءات التي تعتزمون القيام بها؟ سنكلف محاميا يضع ملفات الفساد التي تمت في عهد المكتب الفدرالي السابق، والمطالبة بمحاسبة كل من روراوة وقرباج وحداج، على خلفية ممارسات الفساد التي عرفتها مباراة جمعية الخروب ضد شباب عين فكرون، وهذا اعتمادا على الوسائل الملموسة التي يعلم بها العام والخاص، وسنطالب بتعويضات على الضرر الذي مسّ اتحاد الشاوية، وكذا حجم الخروق التي داست بالقوانين، وهي عينة لممارسات الفساد التي يجب على الوزير التدخل للنظر فيها ومحاسبة المتسببين فيها. كما سنطالب الوزير بأمر آخر. ما هو؟ سندعوه إلى كشف التقرير المالي ومنح الاستفادة في عهد روراوة، خاصة ما يتعلق بعلاوات الترشح بالتفاصيل، لأن هناك مبالغ وعلاوات كبيرة صرفت في ظروف غامضة بين 2010 و2014. وكيف تفسر توتر العلاقة بين زطشي ومدوار؟ كل واحد منهما له صلاحياته وفق المهام الموكلة له، والرابطة المحترفة تمارس مهامها بتفويض من الفاف، للأسف هناك أطراف تتحرك وتناور، كل واحد له هدف معين، في الوقت الذي يفترض أن الهدف الأساسي هو مراعاة مصلحة الكرة الجزائرية. تبدو متضامنا نسبيا مع زطشي، فما هو موقفك من مدوار؟ أنا ألوم مدوار حول بعض الأمور، وفي مقدمة ذلك نظرته السلبية إلى بطولات الهواة، ومحاولته التغاضي عنها وعن متطلباتها، ناسيا أن مستقبل وتطوّر الكرة الجزائرية يتطلب الاهتمام بقسم الهواة. كيف تنظر إلى مستقبل زطشي في ظل ترقب انتهاء عهدته على رأس الفاف؟ لا يمكن التنبؤ بما سيحدث غدا، خاصة في ظل الوضع الاستثنائي الناجم عن جائحة كورونا، أكيد أن الأولوية حاليا يجب أن تنصب في مواصلة فتح ورشات أخرى لتحسين وضع الكرة الجزائرية، وإعادة النظر في بعض القوانين التي تسمح بسن عقوبات صارمة ضد الفساد والممارسات السلبية، وكذا ضبط الأمور بخصوص متطلبات الانتدابات وإنهاء البطولات وأمور أخرى من شأنها أن تسمح بتهيئة الأرضية للموسم الكروي المقبل، وفي هذا الجانب أتمنى تفادي التصريحات النارية بين جميع الأطراف، والتفكير في الأمور التي تخدم واقع ومصلحة الكرة الجزائرية. على ذكر الانتدابات، هل سيبقى اتحاد الشاوية وفيا لسياسة التشبيب التي بات يمارسها منذ عدة سنوات؟ طبعا لن نتخلى عن سياسة التشبيب التي أصبحت من تقاليد أسرة اتحاد الشاوية، فنحن لا نملك الأموال وفي نفس الوقت نراهن على بروز المواهب الكروية حتى تبرز وتتنقل إلى الفرق التي تمنح لها الأموال، وإن شاء الله سنقوم بتصدير عدة لاعبين نحو أندية أخرى تنشط في الرابطتين الأولى والثانية، منهم اللاعب بن صالح الذي سيلتحق بأهلي البرج. اتحاد الشاوية حريص على تكوين اللاعبين الموهوبين وتربيتهم، لكن للأسف القوانين لا تحمينا، لذلك أتمنى أن تأخذ الفاف هذا الانشغال بعين الاعتبار حتى يتم إعادة النظر في هذا الجانب، بغية حماية حقوق الأندية التي تحرص على سياسة التكوين وتشجيع المواهب الكروية على البروز.