خرج اتحاد الشاوية عن صمته في هذا الحوار الذي خص به “الشروق”، وكشف بأنه كان معارضا لبوتفليقة منذ 2001، ما كلفه ذلك غاليا رفقة فريقه اتحاد الشاوية، مشيرا بأن الحراك الشعبي رفع الظلم ع الجميع وكشف عن رموز الفساد، وفي مقدمتهم السعيد بوتفليقة الذي حول الجزائر والرياضة الجزائرية حسب قوله إلى “سوبيرات”. بداية ما تعليقك على استقالة رئيس الجمهورية المنتهية عهدته عبد العزيز بوتفليقة؟ الاستقالة كانت حتمية، وهذا بفضل الحراك الشعبي الذي زعزع عرش السلطة الفاسدة، والحمد لله أن تحرك الشعب في مسيرات سلمية سيسمح بتغيير الخارطة السياسية للبلاد، في انتظار أن يمس ذلك القطاع الرياضي والاقتصادي وبقية القطاعات. كيف تقيم فترة 20 سنة من حكم بوتفليقة من الناحية الرياضية؟ عرفت فسادا منقطع النظير، بدليل أن ملايير ممليرة صرفت دون أن نعثر لها على أثر، وقد منح المجال للكثير من الفاسدين الذين أصبحوا يحوزون أملاكا في الخارج بفضل أموال الرياضة. ما رأيك في الهياكل الرياضية؟ لم المس أي هياكل تستحق الذكر، بدليل أن الملاعب الكبرى التي أعلنوا عن انجازها لا تزال في الطريق، مثل ملاعب براقي وتيزي وزو ووهران وغيرها، كما أن مثل هذه المشاريع منحت للفاسدين الموالين لهم، ما جعل الأشغال مغشوشة على جميع الأصعدة في ظل الفساد ونهب المال العام. لكن في عهده تأهل المنتخب الوطني مرتين للمونديال؟ هذا لا يعد انجازا قياسا بحجم الإمكانات المتاحة، حيث أننا استوردنا لاعبين من الخارج مقابل أموال باهظة، ناهي عن صرف المال العام بطريقة كارثية، في الوقت الذي سبق للجزائر أن تأهلت إلى المونديال مرتين في عهد الفقر و”الحفاء”. وكذلك الكلام عن كأس إفريقيا، فالجزائر نالت الكأس الوحيدة في عز الأزمة، وفي عهد بوتفليقة سخرت أموالا طائلة لكن لم نحقق انجازات تستحق الذكر في “الكان”، في الوقت الذي جلبنا لاعبين ومدربين مقابل أموال خيالية. هل تقصد مقولة بوتفليقة: “لو وجدت منتخبا لاشتريته”؟ نعم، وهذا ما جعل روراوة يستغل الفرصة ويفعل فعلته، من خلال صرف أموال عمومية لا تعد ولا تحصى من اجل لاعبين محترفين، دون الحديث عن المدربين وأمور أخرى في الخفاء، ما حدث في عهد روراوة كان قمة في الفساد على جميع الأصعدة، مادام ان بوتفليقة هو الذي جلب روراوة. ومن الذي قام بتعيين زطشي؟ زطشي عينه السعيد بوتفليقة وحداد والبقية، تسيير كرة القدم كان يتم من طرف رؤوس الفساد، وفي مقدمتهم السعيد بوتفليقة الذي حول الجزائر إلى “سيبيرات” وملكية خاصة، ما جعله يخوض في شؤون الرياضية، مثلما يخوض في بقية القطاعات، ناهيك عن قراراته في هرم السلطة، والنتيجة أن الجميع وقف على حجم الفساد السائد من جميع النواحي. ما هي الأسباب التي جعلتك تعارض بوتفليقة ومنذ متى؟ أنا معارض لبوتفليقة منذ 2001، لأنني لم أكن مقتنعا بطريقة تسييره للبلاد، وكذا طريقة تسيير الرياضة في الجزائر، وقد كلفني ذلك غاليا رفقة اتحاد الشاوية، خاصة حين فضلت مساندة بن فليس في انتخابات 2004، منذ 2001 وأنا معارض لبوتفليقة عن قناعة بسبب سياسة الحقرة وسوء التسيير والعبث بالمال العام. هل تضرر اتحاد الشاوية بسبب موقفك هذا؟ أكيد، اتحاد الشاوية كان من أكبر المتضررين، حيث كانت تمنح إعانات مالية لجميع الفرق بما في ذلك الفرق الولائية، الا اتحاد الشاوية فقد حرم من مثل هذه الامتيازات، لسبب بسيط وهو أنني عارضت بوتفليقة، بل حاولوا مقربوه إبعادي لمدة عن اتحاد الشاوية، قبل أن أعود في وقت لاحق. هل تساند تصريحات رئيس شبيبة القبائل شريف ملال الذي أكد أن السعيد بوتفليقة هو الذي يسير الكرة الجزائرية؟ مثلما قلت لك، فقد حول الجزائر إلى محل و”سيبيرات”، فكيف له ألا يسير الكرة الجزائرية ويتحكم في دواليبها، السعيد بوتفليقة جلب مقربيه وعاث فسادا من خلال نهب المال العام والعبث فيه من جميع النواحي، وعليه اقول لان السعيد بوتفليقة هو رأس الفساد في الجزائر وفي الرياضة الجزائرية. لماذا فضل الجميع الصمت إزاء هذه الممارسات وانتظروا إلى غاية الحراك الشعبي للتحرك؟ “ربي هو اللي جابهالهم”، لأن ما حدث يفوق التصورات، في وقت سابق كنت أنادي وحدي، والحمد لله أن اليوم الجزائريون جميعا ينادون بالتغيير وأبدوا إصرارا على ذلك. كيف تنظر إلى مستقبل الكرة الجزائرية بعد استقالة بوتفليقة؟ من اللازم العودة إلى القانون ومحاسبة المفسدين، لأن رموز الفساد متواجدون بكثرة في الولايات، وعلى كل ولاية الكشف عن رؤوس فسداها من اجل تطهير المحيط الرياضي والكروي، مع إحداث تغييرات جذرية، وإزاحة الذين تولوا هيئات واتحاديات ورابطات كروية ورياضية لأكثر من 20 سنة، وأصبحت لهم جذور، يحددون من خلالها من يصعد ومن يسقط، وأمور أخرى مأساوية. لن نسامح كل الذين تسببوا في الفساد، حتى أنهم تسببوا في إفساد أبنائنا أخلاقيا وتسببوا لنا في أمراض القلب والسكري وشتى أنواع المتاعب، نشكر الحراك الشعبي الذي رفع الغبن على الجميع وفضح رموز الفساد من مختلف المستويات.