أبدى مربو الإبل في صحراء منطقة حاسي مسعود امتعاضهم الشديد إزاء التصرفات غير القانونية التي يقوم بها الفلاحون والمستثمرون الكبار تجاه إبلهم، إذ يتركون مزارعهم مفتوحة بعد عمليات حصاد القمح دون حراسة أو إحاطة بالأسلاك الحديدية أو الحيطان الرملية لمنع دخول الحيوانات لها. نتج عن دخول الإبل إليها وخصوصا مزارع القمح المفتوحة التي يلجأ ملاكها وعمالهم إلى مطاردة الإبل بسياراتهم في فصل الصيف بشكل عنيف ما تسبب في كسور قاتلة في أجسامها وقتل الكثير منها كل موسم. وتسببت التجاوزات الخطيرة التي يقوم بها الفلاحون المستثمرون وخصوصا في منطقتي قاسي الطويل وقرد الزينة، في أضرار فادحة على ثروة الإبل، حيث أثرت الاعتداءات والمطاردات الوحشية، لإخافة الجمال في تضررها جسديا ونفوق الكثير منها، فضلا عن التأثير السلبي على تنقلها الفطري في الصحراء الكبرى. يحدث هذا تزامنا مع استمرار اعتداءات المؤسسات البترولية الوطنية والخاصة وكذا الأجنبية على ثروة الإبل، بسبب الأحواض المائية الكيماوية السامة التي تتركها في ورشاتها، ما يؤدي إلى سقوط الإبل فيها وموتها غرقا فضلا عن الأسلاك الشائكة المحيطة بقواعد هذه الشركات والتي قتلت الكثير من رؤوس الإبل من دون تعويض ملاكها. وأبدى المرّبون في حديثهم ل "الشروق" استغرابهم الشديد تجاه تعامل مديرية المصالح الفلاحية مع القضية، فهي لم تستجب للشكوى التي قدموها لمصالحها ضد أحد المستثمرين. ورغم أن المستثمرين استفادوا من أموال بنك الفلاحة والتنمية الريفية للقيام بإحاطة مزارعهم بالشبابيك والجبال الرملية لكنهم لم يترجموها على أرض الميدان كما هو متفق عليه في مخطط الاستفادة. وأبدى منصور بن منصور رئيس جمعية مربي الإبل في اتصال مع "الشروق" غضبه الشديد حيال التصرفات، غير المسؤولة للفلاحين، مضيفا أن مربي الإبل مستاؤون من تجاوزات الفلاحين خاصة في منطقتي قاسي الطويل وقرد الزينة. وطالب محدثنا الفلاحين بوضع حائط رملي يناسب الشروط المعمول بها، كما دعا السلطات إلى فتح تحقيق معمّق مع الفلاحين، الذين تسببوا في قتل الإبل وكذا الذين لم ينجزوا الحائط الرملي حول مزارعهم وفق الشروط المتفق عليها.