يثير هذه الأيام مجموعة من مربي الإبل مشكل حماية المحميات الرعوية المتاخمة لحدود ولاية الوادي مع ولاية خنشلة، خاصة أولئك المتواجدين بالمنطقة الرعوية ''طرومة''· وذكر هؤلاء المربون أن مساحات كبيرة من الأراضي الرعوية بالمنطقة السالفة الذكر والتابعة، حسبهم، لإقليم ولاية الوادي مخصصة في الأصل لرعي الإبل، وقد إستولى عليها أشخاص من بلديات بابار ولاية خنشلة بحجة أن لهم قرارات إستفادة من المصالح الإدارية لولاية خنشلة وتحصلوا عليها في إطار الإستصلاح، كما جاء في شكواهم الى سلطات ولاية الوادي، مما حرم مربو الإبل بعد طردهم منها من مواصلة نشاطهم بصورة عادية· ومعلوم أن ولاية الوادي تتوفر على ثروة هامة من الإبل تقدر بأزيد من 49000 رأس، إلا أن هذه الثروة تعاني التسيب والإهمال لدرجة أنها باتت، حسب ملاكها، مهددة بالانقراض والزوال جراء جملة من العوامل التي يتسبب فيها الانسان· وقد طالب ملاك الإبل بضرورة الاهتمام بهذه الثروة وحمايتها من المخاطر التي باتت تهددها بالانقراض والزوال لما لها من أهمية في الاقتصاد الوطني، وقد ذكر عدد من رؤساء الجمعيات المعتمدة والمهتمة بهذه الثروة أن من بين أبرز المشاكل التي يعانيها مربو الإبل بالوادي هو انحسار المراعي بفعل زحف المستثمرين و الفلاحين وتحويل معظمها الى مزارع وحقول لزراعة البطاطا على غرار ما حصل بعدة صحاري كصحراء الصليعاء، الهزبري، الصيادة، المالحة، طرومة الببوش، زعطوط والضبيعي وغيرها من الصحاري المتواجدة على الحدود مع ولايات خنشلةوبسكرةوتبسة، هذه الوضعية جعلت الإبل تلجأ الى مزارع الخواص غير المحاطة بالسياج لتقتات منها، الأمر الذي يعرضها للحجز ومطالبة ملاكها بالتعويض عن الأضرار التي تلحقها بمزارعهم على غرار ما حصل الأيام الماضية، أين تعرض حوالي 260 رأس من الإبل للحجز من طرف مزارعي خنشلة وطالبوا أصحابها بدفع مبلغ مليون سنتيم عن كل رأس كتعويض لهم عن الأضرار وهو المبلغ الذي تم تخفيضه الى النصف بعد مفاوضات بين الطرفين، والى جانب هذا يطرح مربو الإبل بالوادي مشكل انعدام وجود آبار رعوية بعد أن كان عددها لا يقل عن 8 آبار، استحوذ عليه فلاحون وضموها الى مزارعهم ولم يبق منها سوى بئر الضبيعي ببلدية بن قشة الحدودية، مما يعرض الابل للعطش والهلاك ويمثل الطريقان الوطنيان رقم 48 الرابط بين ولايتي بسكرة و الوادي ورقم 16 الرابط بين تبسةوالوادي هاجسا كبيرا لملاك الإبل الذين تحدثوا عن هلاك إبلهم بشكل يومي تقريبا عبر هذين الطريقين لتعرضها للصدم بواسطة الشاحنات الكبيرة والمقطورة، ما يعتبرونه نوعا من الإبادة التي تتعرض لها إبلهم، تهمة يرفضها العديد من أصحاب الشاحنات ويطالبون بوضع علامات عاكسة للضوء على رقاب الإبل أو في أذنابها لتمكينهم من رؤيتها من بعيد لتفاديها· وتبدي جمعيات تربية الإبل بالوادي قلقا كبيرا بخصوص خندق تصريف المياه القذرة وفصل المناطق الرعوية الواقعة شمال-غرب الولاية عن المناطق الرعوية الواقعة شمال - شرق هذه الأخيرة الى ضفتين، حيث لم تعد الإبل قادرة على اجتيازه، مما تسبب في نفوق العشرات من الرؤوس التي انزلقت في مياه المصب العميقة في محاولتها شرب المياه رغم أنها ملوثة وخطيرة· وأمام جملة هذه المخاطر التي تهدد ثروة الإبل، ناشدت جمعيات تربية الابل بالوادي الجهات المختصة بضرورة التحرك والتدخل لإيجاد حلول ناجعة وفعالة تجعلهم يطمئنون على إبلهم التي تعد مصدر رزقهم الوحيد، فضلا عن كونها ثروة هامة يتحتم تطويرها لا تركها تصارع الإندثار والانقراض الذي يهددها·