تسبب جريان الوادي المحاذي لمنطقة ايندق ببلدية تين زواتين الحدودية، الواقعة على بعد 510 كلم من مقر عاصمة الولاية تمنراست، في عزلة تامة للبلدية، بعد توقف حركة المرور من وإلى المدينة، عقب هطول أمطار غزيرة وسيلان الوادي، لاسيما وأن المدينة مُشيدة في مجرى الوادي. وتم تسجيل خسائر مادية معتبرة، جراء سقوط عدد من البيوت الطوبية، كما تسبب في جرف العشرات من الأراضي الفلاحية المتواجدة على جانبي الوادي، فيما أدت قوة تدفق المياه الجارية، إلى ردم قنوات الصرف الصحي على مستوى أحياء جنوبالمدينة، وسقوط عدد من الأعمدة الكهربائية المثبتة وسط الوادي، ما أدى إلى قطع التيار الكهربائي، لمدة 24 ساعة كاملة على جميع أحياء المدينة، ما نتج عنه إغلاق تام للمحلات التجارية، التي غمرتها المياه في مجملها. وبخصوص انعكاس جريان مياه الوادي المفاجئ، على الكائنات الحية والثروة الحيوانية والنباتية، فقد أدى إلى نفوق أكثر من 24 رأسا من الماشية والإبل، جرفتها المياه القوية، عندما كانت ترعى في وسط الوادي المليء بالأعشاب والكلإ، إذ يعتبر وسط الوادي وجوانبه من المناطق المفضلة للرعي، نظرا لتواجد المأكل، وتوفر مياه السقي بواسطة الآبار، وحسب أحد المربين، فإن جريان الوادي هذه السنة كان بقوة كبيرة، وبصورة غير منتظرة، مما أدى إلى ارتفاع في عدد الخسائر لدى مربي المواشي، إذ إن عددا منهم فقد مصدر رزقه الوحيد، وحسب ذات المتحدث، فإنهم يطالبون السلطات المحلية بدعمهم ماليا وتعويضهم عن خسائرهم، من خلال إيفاد لجنة إلى المنطقة للوقوف عن قرب لتحديد مستوى الكارثة الناجمة عن الأمطار الأخيرة التي ضربت المنطقة. من جهتها، عبرت جمعيات المجتمع المدني عن تخوفها من تكرار مستوى الخسائر بداية موسم الأمطار، بعد قرار الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية لعين قزام، بإلغاء مشروع إنجاز حائط واقي لمنطقة ايندق الفلاحية، من مياه الوادي، وبحسب ممثل الجمعيات، تبقى أسباب إلغاء المشروع مجهولة، بالرغم من أهميته في حماية المدينة عند سيلان الوادي، حيث تناشد الجمعيات والي تمنراست، من أجل إعادة برمجة المشروع مجددا، نظير أهميته، في حماية المنطقة، من الغرق عقب هطول الأمطار مطلع كل شهر أوت.