أثبتت بيوت الله عبر مختلف أنحاء الوطن احترامها الشديد للبروتوكولات الصحية المنصوص عليها في إطار محاربة فيروس كورونا، حيث كان المصلون في المستوى على مدار أسبوعين كاملين بعد فتح المساجد أمامهم لأداء الصلوات الممكنة وذلك عكس كثير من القطاعات الأخرى التي ضربت الإجراءات الوقائية عرض الحائط مثل الأسواق والشواطئ والمتنزهات ومحطات النقل… ودحض المصلون مخاوف كثيرة بشأن تحول المساجد إلى بؤر حقيقية لانتشار الوباء، حيث رفعوا التحدي عاليا وترصدوا جميعا لكل الهفوات، كما ساهم المحسنون والمتطوعون في السهر على تطبيق البروتوكول الصحي وتوفير كثير من المستلزمات الوقائية للمصلين عابري السبيل على غرار السجادات الفردية أو الكمامات أو المعقمات، بما لا يدع حجة أمام المصلي أو المراقبين. ويأتي ذلك في ظل تهديدات الغلق من جديد إذا ما تأكّدت الاختراقات والتجاوزات في بيوت الله، وهو ما جعل الجزائريين أكثر عزيمة وإصرارا على النجاح… وزارة الشؤون الدينية: جل تقارير لجنة المتابعة إيجابية وفي السياق، أوضح محمد عزوق، مدير التوجيه الديني والتعليم القرآني على مستوى وزارة الشؤون الدينية، في تصريح للشروق، أنّ التقارير الوطنية التي تصل إلى الوزارة إلى غاية الآن ايجابية جدا في جلها، تؤكد مدى حرص المصلين والقائمين على المساجد على احترام الإجراءات الوقائية المقررة. وأضاف عزوق أن لجنة المتابعة المنصبة على مستوى الإدارة المركزية للوزارة تتابع يوميا تطورات الوضع عبر مختلف مساجد الوطن التي فتحت أبوابها والمقدرة ب4 آلاف مسجد، حيث تستقبل صباح كل يوم تقريرا مفصلا عن الوضع العام وسير الأمور بالمساجد من قبل الإمام الذي يرفعه إلى المعتمد ومنه إلى المفتش الذي يرفعه بدوره للمدير الولائي وفي آخر الحلقة يتم تحويل تقرير شامل عن الولاية إلى المركزية التي تتدخل في حينها، إذا ما سجلت أي استثناءات قد ترد أو ملاحظات. وأكّد مدير التوجيه الديني تسجيل منع بعض الحالات من دخول المساجد ممن كانوا يعانون ارتفاعا في حرارة الجسم حسب ما أثبتته أجهزة قياس الحرارة وقد تفهّم أصحابها الأمر وعادوا أدراجهم. المجلس المستقل للأئمة: المصلون أبدوا انضباطا من جهته، أكد جمال غول رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة، في تصريح للشروق اليومي، أن "المصلين في مختلف مساجد الوطن قدّموا صورة مشرفة لدين الله ودحضوا كل التخوفات وهذا أمر كان متوقعا لما تتميز به هذه الأماكن من قدسية وحرمة، فقد كنا على يقين بمدى التزام مرتادي المساجد بالإجراءات الوقائية والحمد لله أنّ الواقع صدق ما قلناه واقترحناه". وأردف غول أن "المصلين إلى غاية الآن هم الفئة الوحيدة المنضبطة والصارمة في الالتزام عكس كثير من الأماكن الأخرى في الأسواق والشوارع وغيرها.. بل بالعكس إن الحالات نقصت بعد الفتح وذلك من بركة المساجد". مطالب بالفتح الكلي للمساجد وإقرار صلاة الجمعة.. ويرى العديد من المتابعين للمشهد الديني في الجزائر أن النجاح المحقق إلى غاية الآن في المساجد يستوجب منا التفكير مليا في الفتح الكامل لكافة مساجد الجمهورية والانتقال أيضا إلى تعديل مواقيت الحجر الصحي، بما يمكن من تأدية الصلوات الخمس كاملة التي سقطت منها الآن صلاة الصبح. وفي هذا الصدد، يرى الإمام غول جمال ورئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة أن فتح كافة المساجد في الوطن بات ضرورة الآن لتعميم الخير وتقليل الاكتظاظ، كما يدعو المتحدث باسم المجلس إلى تعديل مواقيت الحجر الصحي للتمكين من تأدية صلاة الصبح التي تعرف بقلة عدد المصلين عادة، وإلى جانب هذا، دعا المتحدث إلى مراجعة قرار منع صلاة الجمعة الذي يعتبر تعطيلا لفرض واجب يكفي فقط إرفاق قرار الفتح بإجراءات وقائية لضمان التباعد من خلال استغلال مصليات النساء وبعض الأرصفة أو الطرقات المجاورة، خاصة في ظل تراجع أعداد المصلين المتخوفين من ارتياد المساجد بالنسبة للمرضى أو المسنين حماية لأنفسهم ولغيرهم، كما أنّ صلاة الجمعة، حسب المتحدث، هي من أوجب الواجبات، وخطبة الجمعة لها وقع وأثر كبير على النفوس من حيث التوعية والمناعة النفسية. وعبر غول عن أمله في عودة صلاة الجمعة قريبا ونحن قادرون على تأدية صلاة الجمعة، آملا في تحقق رغبة غالبية المصلين الذين نجحوا وشرفوا بيوت الله بمواقفهم وسلوكياتهم وشاكرا كل المحسنين والمتطوعين الذين ساهموا في ذلك.