أصدرت الكاتبة رانيا ربيعي، راوية جديدة، حملت عنوان سواد الثلج، عن دار المثقف، للنشر والتوزيع بالجزائر، في أول تجربة الرواية الورقية، بعد ان اعتادت لسنوات، الكتابة والنشر الإلكتروني، وفي مجلات عربية، على غرار مجلة مبدعون العراقية، حيث حظيت بتكريم خاص، كأصغر كاتبة مبدعة من بين العديد من الكتاب العرب، كما أنها ناشطة ومدونة بصحيفة شبكة الإعلام السعودي، ولها كتابات عديدة في جرائد ومجلات أخرى. بداية الروائية، رانيا ربيعي، مع عالم الأدب والكتابة، كانت مع رواية مدخنو البشر، والتي عرفت رواجا على شبكات التواصل الاجتماعي، مباشرة بعد نشرها إلكترونيا، في عدة مواقع، لتخطو ثاني خطوة لها، في النشر الورقي، مع رواية سواد الثلج، الصادرة عن دار المثقف للنشر والتوزيع بالجزائر، حيث حاولت رانيا تسليط الضوء، على موضوع اجتماعي حساس في الوطن العربي، وهو تعدد الزوجات، لكن على لسان الطفولة المسلوبة، التي يقضي أصحابها حياتهم بحثا عنها ليعيدوها دون جدوى، طبعا، من خلال الحديث عن تأثير التعدد على الأطفال، وعلى صحتهم النفسية، مع حوادث انفصال الوالدين، ومدى تدهور حالة الأبناء والحزن والخوف اللامتناهي، الذي يرافقهم دائما وأبدا في كل علاقاتهم. وعن علاقة عنوان الراوية، الثلج والقصة المحزنة مع الطفل، تقول رانيا بأنه عنوان مثير للاهتمام، وتراه صادقا ومناقضا للعادة، فقد اعتدنا دائما على ترديد قصة بياض الثلج، على مسامع الأطفال، لكن ماذا لو رددت روح الطفل، مع قصة أخرى على مسامعنا، قصة أخرى غير معتادة تعالج موضوعا آخرا، بنظرة طفولية وبمكر بريء!.. ما حوّل الثلج الى لون أسود، وهو الأسلوب كما تقول رانيا، ل"الشروق اليومي": اعتدت دائما الخروج عن المألوف، وأن أكون خارج السرب، مؤكدة بأنها تخالف حتى نفسها في عناوين رواياتها وكتاباتها، لشيء واحد فقط، كون البشر قبل أن يكونوا كتابا يملكون الحق في الاختلاف، وفي التمرد على القواعد البالية، التي ترمي بالبشر، في معتقل الضجر، وتشن عليه حملة تدجين ضجرة، واختتمت رانيا لقائها ب"الشروق اليومي"، بإهداء رواية سواد الثلج، إلى العصافير مقطوعة الأجنحة، والتي عندما فقدت قدرتها على الطيران، قررت امتلاك الأرض، ووعدت رانيا متابعيها، براوية جديدة لاحقا، ستكون مع انفصال الوالدين، والبيئة الأسرية غير السليمة، وتأثيرها على الطفل، الذي لا محال انه سيكبر بعاهة نفسية مستدامة، ويرافقه ذلك الخوف، الذي لا مبرر له دائما، ويفترسه افتراسا شرسا كلما أقبل على بناء علاقة ما.