يجتاز، الأحد، قرابة 700 ألف مترشح وطنيا، امتحان شهادة البكالوريا على مدار خمسة أيام، في ظل أزمة الوباء التي فرضت على السلطات العمومية اتخاذ إجراءات وتدابير استثنائية عديدة، قصد المحافظة على أمن وسلامة الممتحنين وكافة أفراد الجماعة التربوية. بالمقابل فقد تقرر قطع خدمة الانترنيت وحجب مواقع التواصل الاجتماعي، طيلة فترة الإجراء لوضع حد للتسريبات في الامتحان للسنة الخامسة على التوالي، مع تفعيل عمل "خلية اليقظة" التقنية التي شرعت الجمعة في تأدية مهامها رسميا. والتحق رؤساء مراكز الإجراء على المستوى الوطني، الجمعة بمقرات عملهم، للوقوف شخصيا على آخر التحضيرات المادية والبشرية والتنظيمية والأمنية والوقائية، لامتحان شهادة البكالوريا والعمل على إحصاء النقائص وتداركها، لضمان إجرائه في ظروف حسنة بغية ضمان المحافظة على أمن وسلامة المترشحين البالغ عددهم 673538 مترشحا على المستوى الوطني، خاصة في ظل استمرار تمدد وباء كورونا. قطع خدمة الإنترنت وتفعيل خلية اليقظة لوضع حد للتسريبات وقررت، وزارة التربية الوطنية بالتعاون والتنسيق مع وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات الرقمية، قطع خدمة الانترنيت بشكل كلي وتام في الساعة الأولى من كل اختبار، طيلة فترة إجراء امتحان شهادة البكالوريا الذي ينطلق اليوم الأحد 13 سبتمبر 2020، ويمتد على مدار خمسة أيام، وذلك لوضع حد لتسريبات الأسئلة على مواقع التوصل الاجتماعي. بالمقابل، فقد شرعت "خلية اليقظة" التقنية في تأدية مهامها، والتي نصبها الجمعة وزير التربية الوطنية محمد واجعوط، وتعمل بالتنسيق المباشر مع الأجهزة الأمنية المختصة في مكافحة الجريمة الإلكترونية، ويتمثل دورها أساسا في مراقبة ومتابعة مختلف الصفحات الفايسبوكية، مع العمل على إحباط أي محاولة لنشر أو تسريب الأسئلة على مواقع التواصل الاجتماعي، والكشف عن هوية المسربين في ظرف قياسي. فيما تم إعطاء توجيهات لمنع إدخال الهواتف النقالة والألواح الذكية وباقي الأدوات الذكية المرتبطة بشبكة الانترنيت إلى مراكز الإجراء، والتي يتم استخدامها في الغش. قاعات ومراكز "احتياطية" لعزل الحالات المشتبه فيها وخصصت وزارة التربية الوطنية قاعات امتحان ومراكز إجراء "احتياطية"، والتي سيتم اللجوء إلى استغلالها لعزل المترشحين الذين يشتبه في إصابتهم بوباء كورونا، وذلك لأجل تمكينهم من اجتياز الامتحان دون حرمان أو إقصاء وكذا لضمان السير العادي للامتحان دون عرقلته ودون التشويش على باقي الممتحنين، خاصة وأنهم سيجتازون شهادة البكالوريا في ظروف أقل ما يقال عنها بأنها استثنائية. من جهة أخرى، أنهى الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات عملية توزيع مواضيع البكالوريا على مراكز التوزيع التابعة لمديريات التربية للولايات الجمعة الفارط، في حين يشرع اليوم الأحد في توزيع الأسئلة على مراكز الإجراء الموزعة وطنيا بدءا من الساعة الرابعة صباحا تحت حراسة أمنية مشددة للشرطة والدرك الوطني، على أن يتم الاحتفاظ بالمواضيع "الاحتياطية" على مستوى فروع الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات الموزعة وطنيا، كإجراء "احترازي" لمواجهة التسريبات في حال وقوعها، إذ يتراوح عددها من ثلاثة إلى خمسة مواضيع احتياطية في كل مادة اختبار. يوم مفتوح على البكالوريا عبر قناة المعرفة وعقب نجاح اليوم المفتوح حول امتحان شهادة التعليم المتوسط، الذي أجري في الفترة بين 7 و9 سبتمبر، قرر فريق القناة التعليمية العمومية السابعة "المعرفة"، برمجة يوم مفتوح حول امتحان شهادة البكالوريا الأحد، إذ سيتم مرافقة المترشحين نفسيا وبيداغوجيا من قبل أساتذة ومفتشين ومختصين وتربويين، من خلال تقديم نصائح وإرشادات لفائدتهم حول كيفية التعامل مع الاختبارات في زمن كورونا، بالإضافة إلى تحسيسهم بأهمية التقيد بتطبيق البروتوكول الصحي الوقائي حفاظا على سلامتهم، إلى جانب تكثيف بث حصص التطبيقات والتمارين في مختلف المواد المميزة للشعب وفقا لبرنامج البكالوريا. بالمقابل سيتم دعوة طلبة جدد للحضور لكي يروا تجربتهم الشخصية مع امتحان شهادة البكالوريا. ولتجنب التأخرات والإقصاء وسط المترشحين، قررت الوصاية الاحتفاظ بنفس الإجراءات التنظيمية المطبقة في بكالوريا السنوات القليلة الماضية، إذ سيتم فتح أبواب مراكز الإجراء على الساعة السادسة، ليتم الشروع في استقبال الممتحنين بدءا من الساعة السابعة صباحا، على أن يتم تخصيص مدة نصف ساعة يوميا لبرمجة حصص للمعالجة النفسية للممتحنين صباحا ومساء، لأجل مساعدتهم على تجاوز المحنة، ليتم غلق الأبواب في حدود الساعة الثامنة والنصف صباحا للبدء في توزيع المواضيع. وتشكل بكالوريا 2020 حدثا بيداغوجيا استثنائيا بالنظر للظروف النفسية والوبائية التي عاشها العالم أجمع، ومنها الجزائر، حيث انقطع تلامذتها عن التمدرس طيلة 6 أشهر كاملة وزيادة، وهو ما شكل ضغطا معنويا رهيبا على الطامحين لنيل شهادة البكالوريا، ودفع الخبراء والمختصين لتقديم توجيهات نفسية في التعامل هذا الموعد الذي جاء في ظرف جد حساس وخاص بكل المقاييس.