أقصي المنتخب الوطني بصفة رسمية من كأس أمم إفريقيا بطريقة مخزية ومذلّة، بعد هزيمتين قاسيتين أمام منتخبي تونس بهدف دون مقابل والطوغو بهدفين دون رد من الدور الأول، للمرة السادسة في تاريخه من أصل 15 مشاركة لمحاربي الصحراء في 29 دورة لكأس الأمم الإفريقية لعبت لحد الآن، وبهذا سيكون المنتخب الجزائري أول منتخب إفريقي يغادر بلاد الزعيم مانديلا. واختلفت آراء الجماهير الرياضية الجزائرية في تحليلها لأسباب هذا الإقصاء المر الذي لم يكن يخطر على بال أحد، لا سيما بعد النتائج المحققة في التصفيات والانتصارات الكبيرة على منتخبات النيجر، رواندا، ناميبيا والبقية مع المدرب الجديد وحيد خاليلوزيتش، وكان الأخير المتهم رقم واحد والسبب الرئيسي في هذا الخروج المبكر -حسب الأنصار- لا سيما وأن رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم، وفّر كامل الإمكانات له وللاعبين، إذ أكد غالبيتهم أن المنتخب الوطني رهن حظوظه في التأهل للدور الثاني بعد الخسارة في اللقاء الأول أمام المنتخب التونسي، بفعل فلسفة المدرب وحيد خاليلوزيتش، الدفاعية التي قادت "الخضر" للهاوية، خاصة وأن "نسور قرطاج" كانوا في متناول المحاربين وهم الذين يعتبرون أقل مستوى من الطوغو وكوت ديفوار، والدليل على ذلك هزيمتهم بثلاثة أهداف أمام"الفيلة"، كما أرجع البعض هذا الإقصاء إلى نقص الخبرة لدى العناصر الوطنية، فالمنتخب الوطني كله مشكل من لاعبين شباب، بالإضافة لمعاناة معظمهم من نقص المنافسة جراء الإصابات العديدة، كما أوضح البعض الآخر أن مستوى "الخضر" لم يصل بعد لمستوى المنتخبات الإفريقية الكبيرة التي تضم نجوما يلعبون في أقوى الفرق الأوروبية على غرار الطوغو وكوت ديفوار، ما يعني أن أشبال خاليلوزيتش، ذهبوا ضحية لعملية القرعة التي لم ترحمهم وأوقعتهم في مجموعة الموت في هذا "الكان"، دون نسيان أيضا التحكيم الذي تحدث عنه الكثيرون. خاليلوزيتش يجني ثمار عمله بتحطيم جيل أم درمان.. ومكانة زياني لا نقاش فيها من جانب آخر فإن بعض الجماهير ذهبت في انتقاداتها اللاذعة للمسؤول الأول عن العارضة الفنية للمنتخب الجزائري، وحيد خاليلوزيتش، إلى أبعد الحدود، مشيرة إلى أن هذا المدرب يجني حاليا ثمار عمله وإقدامه على تحطيم جيل أم درمان، فبغض النظر عن اللاعبين الذين قرروا الاعتزال في صورة عنتر يحيى، نذير بلحاج، وكريم مطمور فإن إقدام خاليلوزيتش على تجاهل زياني ليس له أي مبرر، لاسيما وأنه خلال المواجهتين الأخيرتين للمنتخب ظهر جليا غياب قائد حقيقي وصانع ألعاب فوق الميدان، فزياني حسبهم كان سيفيد الخضر بإمكاناته وكذا خبرته في مثل هذه المواعيد، وما زاد الطين بلة أن خاليلوزيتش، رفض استدعاء لاعبين أساسيين مع أنديتهم وجاهزين بدنيا واعتمد على آخرين احتياطيين، حتى أن بعضهم يتواجد دون فريق وفي مقدمتهم الحارس مبولحي. لغز الدور نصف النهائي من المونديال ودوما مع المدرب وحيد خاليلوزيتش، الذي كان حديث العام والخاص بعد إقصاء المنتخب، فإن الأنصار عادوا للحديث عن تصريحات المدرب السابقة، والتي كانت محل استهزاء من طرف عشّاق "الخضر"، لا سيما تلك التي أطلقها عبر صفحات المجلة الفرنسية الشهيرة "فرانس فوتبول" والمتعلقة بأهدافه مع المنتخب الجزائري، أين أكد أنه اتفق مع الإتحادية الجزائرية لبلوغ الدور النصف النهائي من كأس العالم سنة 2014!