أكدت منظمتا منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش لمراقبة حقوق الإنسان وقوع أعمال القتل خارج القانون على أيدي القوات الحكومية في مالي لعشرات المدنيين في بلدتي سيفير وكونا. وقالت المنظمتان إن إن الهجوم الذي تقوده فرنسا في مالي أدى إلى مقتل مدنيين جراء الهجمات الجوية الفرنسية. وتحدثت المنظمتان عن هجمات انتقامية عرقية قام بها الجيش المالي، وقالت منظمة العفو الدولية إن خمسة مدنيين على الأقل قتلوا في هجوم بطائرة هليكوبتر في أول يوم للتدخل العسكري في مالي. وتأتي هذه الانتقادات قبل يوم من زيارة مقررة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لمالي، للإطلاع على تطور عملية "سيرفال" الفرنسية شمال مالي. وأرسلت فرنسا أكثر من 3500 جندي في حملة بدأت قبل ثلاثة أسابيع استعادت خلالها السيطرة على بلدات في شمال مالي من أيدي متمردين واستهدفت منع مقاتلين إسلاميين من استخدام شمال مالي قاعدة لشن هجمات على الغرب وعلى دول أفريقية. وحول الانتهاكات قال جيتان موتو وهو باحث بارز في منظمة العفو الدولية متخصص في غرب أفريقيا في مؤتمر صحفي في باماكو "لم يتخذ الماليون ولا الفرنسيون التدابير الاحترازية اللازمة لتفادي إصابة أهداف مدنية". وأضاف :"طلبنا من فرنسا ومن السلطات في مالي بدء تحقيق مستقل". وقالت جماعات حقوق الإنسان إن القوات تستهدف جماعات الطوارق والعرب ذوي البشرة الفاتحة المرتبطين بالمتمردين. وأنكر جيش مالي ضلوع أي من جنوده في عمليات إعدام بدون محاكمة وحذرت الحكومة في باماكو من ارتكاب اي أعمال قتل انتقامية. وقالت فرنسا في ردها إنها لم تبدأ تدخلها العسكري في مالي الا بعد ظهر يوم 11 جانفي وان طائرات الهليكوبتر الخاصة بها لم تستهدف أي منطقة داخل بلدة كونا. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو "تم اتخاذ كل ما يلزم عند التخطيط للتدخل، بهدف تجنب وقوع ضرر مباشر على السكان المدنيين". وقال مصدر عسكري مالي في باماكو طلب ألا يذكر اسمه ان قوات مالي شنت هجمات في كونا قبل تدخل فرنسا. وجيش مالي لديه طائرتا هليكوبتر هجوميتان. وأثيرت المزاعم عندما أعلن هولاند أنه سيزور مالي غدا السبت ليجتمع مع رئيسها المؤقت ديونكوندا تراوري في العاصمة باماكو في جنوب البلاد ويتفقد الجنود الفرنسيين في تينبكتو. وأشارت منظمة هيومن رايتس ووتش ومقرها الولاياتالمتحدة اليوم الجمعة إلى أدلة على أن قوات الجيش المالي أعدمت ما لا يقل عن 13 شخصا يشتبه في أنهم تعاونوا مع متمردين إسلاميين وأنهم مسؤولون عن اختفاء خمسة أشخاص آخرين في كونا وفي بلدة سيفير التي توجد فيها حامية عسكرية وتقع أيضا في وسط مالي. ووصف شهود في سيفير كيف اعتقل الجنود الماليون رجالا وأعدموهم وألقوا بجثثهم في بئر في وضح النهار بعد أن رفضوا تقديم بطاقات تحقيق الشخصية عند محطة للحافلات. وذكر سكان في سيفير روايات مماثلة لرويترز. ووثقت هيومن رايتس ووتش كذلك إعدام ما لا يقل عن سبعة جنود ماليين منهم خمسة مصابين على أيدي إسلاميين أثناء احتجازهم أسرى في كونا. وذكرت كل من منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش أن المسلحين الإسلاميين قاموا بتجنيد أطفال وقدموا أموالا لآبائهم أو لمدرسين في معاهد دينية. وقال أحد الصبية لمنظمة العفو الدولية إن المتمردين كانوا يحقنون المجندين الأطفال بمادة لمنحهم الشجاعة قبل القتال.