طلب الجزائري أحمد بلباشا المعتقل في غوانتانامو، من السلطات الأمريكية منحه اللجوء السياسي، كحل أخير للحيلولة دون ترحيله إلى الجزائر بين لحظة وأخرى، و بالموازاة مع ذلك تقود المنظمة الحقوقية "ريبريف" الكائن مقرها بلندن، "حربا قانونية" لمنع تنفيذ قرار الترحيل الذي يأخذ قوته من وزارة الدفاع الأمريكية. وحسب المحقق كريش شونغ، الذي اتصل ب" الشروق اليومي" نهاية الأسبوع الماضي، فإن " منظمة ريبريف " عاودت تقديم طعن جديد للمحكمة العليا لمنع ترحيل بلباشا إلى الجزائر"، لكن المنظمة هذه المرة غيرت من استراتيجيتها حسب المتحدث، فعمدت إلى " تقديم طعون متعددة، تضم إحداها طلبا باللجوء السياسي لفائدة بلباشا، ومن المنتظر أن تفصل فيه هذه المحكمة في القريب المنظور"، وتكون المنظمة قد قدمت ملفا كاملا يتضمن وثائق تبرر طلب الحصول على اللجوء السياسي للجزائري بلباشا. وطرح المحقق شونغ عضو فريق الدفاع عن بلباشا في اتصاله مع "الشروق اليومي" مشكلة عدم اتخاذ المحكمة العليا الأمريكية لأية إجراءات قضائية في صالح بلباشا تمكنه قانونا من الاستفادة من حق البقاء "في حالة انتظار" في سجن غوانتانامو إلى غاية الفصل في الطعون الجديدة، وتعززت مخاوف المنظمة الحقوقية البريطانية في ظل رفض المحكمة العليا قبل نحو عشرة أيام التدخل لمنع ترحيله بعد الطعن بالنقض الذي تقدم به محاموه. وبعد خوض الجزائري بلباشا مساعي فاشلة عام 2003 في الحصول على اللجوء السياسي في بريطانيا، هاهو اليوم يقوم بنفس الجهود لطلب لجوء مماثل في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ويراهن محامو بلباشا على أسطوانة قديمة تتعلق ب" خطر التعذيب المزدوج على أيدي السلطات الجزائرية وأيضا على أيدي المسلحين"، وفي وقت أبدت منظمة "ريبريف" استماتة غريبة في سعيها لمنع ترحيل بلباشا إلى الجزائر، إلا أنه يبدو وكأن هذه المنظمة الحقوقية لا تعلم أن طلب اللجوء السياسي عام 2007 بحجة المخاوف المرتبطة بملف التعذيب لم يعد فعالا، أو يمكن يأتي بفائدة. وتبين قبل نحو أسبوعين، أن الخارجية البريطانية التي طلبت ترحيل خمسة معتقلين من بينهم الجزائري عبد النور سمور إلى أراضيها، غير مهتمة بملف أحمد بلباشا رغم أنه أقام فوق أراضيها بصورة قانونية، ويبرز في هذا الإطار حجم التنسيق بين الإدارة الأمريكية ونظيرتها البريطانية للقول أن هناك فرص ضئيلة جدا في قبول واشنطن لطلب بلباشا اللجوء السياسي فوق أراضيها. وكان بلباشا الذي أمضى خمسة سنوات في سجن غوانتانامو قد قدم طلب استئنافا لقرار تسليمه، موضحا بحسبه أنه سيتعرض للتعذيب في الجزائر التي فر منها في التسعينات بسبب "اضطهاد" تعرض له من قبل العسكريين والجماعة الإسلامية المسلحة. وفي هذا السياق، فقد طلب بلباشا من القضاء الأميركي السماح له بالبقاء في غوانتانامو إلى أن يوافق بلد آخر على منحه حق اللجوء إليه، ويسود اعتقاد أن ألبانيا هي البلد الذي يمكن أن يستقبل بلباشا في حال تعطل ترحيله إلى الجزائر، غير أن المحكمة العليا الأمريكية رفضت طلبه هذا من دون تفسير، على غرار رفضها في شهر ماي الماضي طلبا مماثلا تقدم به المعتقل الليبي عبد الرؤوف القاسم ، والذي لا يزال في غوانتانامو. رمضان بلعمري:[email protected]