قال الرئيس الايراني إن بلاده قد قطعت شوطا كبيرا في مجال حصولها على التقنية النووية،وأضاف في رده على سؤال ل "الشروق اليومي"، أن إيران دخلت مرحلة التنمية الصناعية للوقود النووي، و"حريصة على مواصلة نشاطاتنا في إطار القانون الدولي". ولاحظ نجاد خلال لقاء صحفي مع الوفد الإعلامي الجزائري وسيبثه التلفزيون الايراني عشية زيارة نجاد الى الجزائر الاثنين المقبل، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستصبح الدولة التاسعة في النادي النووي. بعد ان قطعت أشواطا كبيرة في مجال حصولها على التقنية النووية للأغراض السلمية، وهي ما تعارضه امريكا وحلفائها الغربييين. مشيرا ان هدا النادي احادي، وسياسي، وليس هيكلي، وبالرغم من دلك فان بلاده قطعت اشواطا كبيرة في ذلك. وبخصوص حالة الشد والجذب الحالية بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية والولاياتالمتحدةالامريكية والدول الاوروبية لحمل ايران على توقيف عملية التخصيب، ان بلاده "التزمت بكل المواثيق الموقعة في هذا المجال، وان ما قامت به طهران هو متطابق مع القوانين والاعراف الدولية"، واشار في هذا الاطار الى "التعاون الوثيق بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والحكومة الايرانية".مشيرا الى ان ايران "لم تطلب أكثر من حقها في اكتساب التقنية النووية للأغراض السلمية". واعتبر نجاد الذي يقوم ابتداء من يوم الاثنين المقبل بزيارة دولة الى الجزائر، ان العلاقات الجزائريةالإيرانية هي في حالة تسحن مستمر، فضلا عن تطابق وجهات النظر بين البلدين في العديد من القضايا على الصعيد الدولي او الاقليمي، كما يعتبر الرئيس بوتفليقة يقول نجاد:"من الشخصيات التي تتميز وتتمتع برؤى شفافة ومنيرة بخصوص القضايا الدولية ومدافع عن الاستقلال وحقوق الشعوب". وبخصوص برنامج الزيارة التي سيقوم بها الى الجزائر، وهي الاولى من نوعها منذ وصوله الى الحكم ستتناول جميع الملفات السياسية والاقتصادية والقضايا الثنائية والاقليمة، العربية والدولية. الا ان نجاد لم يشر الى الموضوع النووي سواء فيما يتعلق بعرض ايران نقل تجربتها الى الجزائر، او ملف ايران النووي المثير للجدل على مستوى الوكالة الدولية او مجلس الامن. الا انه في المجال الاقتصادي كان اكثر وضوحا خلافا عن بقية الملفات حيث اعلن استعداد بلاده للتعاون مع الجزائر في مجال الطاقة، وهو مجال هام جدا بحسب الرئيس الايراني، نظرا للتجربة الجزائرية في هذا المجال، وكدا تجربة ايران التي قدرها بنحو مائة عام، مشيرا ان هذا التعاون سيكون مثمرا ونافعا للجارتين، وبخصوص مشروع انشاء تكتل للدول التي تتمتع باحتياط هام للغاز كالجزائر وفنزويلا ونيجيريا وإيران وقطر، دعا نجاد الى ضرورة قيامه، لانه سيكون في صالح الدول المنتجة للغاز، وأي تقدم في بلورة هذه الفكرة من شانه ان يعود بالفائدة على الدول الأعضاء. وبخصوص موقف ايران من لجوء الإدارة الأمريكية إلى تسليح بعض دول الجوار بنحو عشرون مليار دولار للتسلح لمواجهة ما تصفه بالخطر الايراني وكذا تخصيص ثلاثون مليار دولار كمساعدات عسكرية لإسرائيل خلال عشر سنوات القادمة، قال نجاد ان بلاده لا تعتبر نفسها تهديدا للجيران، في اشارة الى دول الخليج، مشيرا ان الولاياتالمتحدةالأمريكية باعت لدول المنطقة حوالي أربعمائة مليار دولار خلال العقدين الماضيين. معربا عن أسفه لصرف هذه الأموال الطائلة على التسلح بدلا من برامج التنمية، وقال نجاد في معرض تحليله لأسباب هذه الصفقة الضخمة، ان سلع المصانع الامريكية مكدسة في مصانع الأسلحة وتحتاج إلى من يشتريها، وأشار نجاد أن أمريكا تريد ان تبث من خلال هذه الصفقة الضغائن والفرقة بين دول المنطقة. معتبرا ان لجوء أمريكا إلى مثل هذه الصفقة هو تعبير عن حالة التخبط او الإحباط جراء سياساتها الفاشلة في المنطقة في اشارة الي الوضع العراقي، وتوقع نجاد فشل هذه السياسة مكررا "ولن يصلوا الى نتيجة". اما بخصوص الموضوع العراقي، فقد أكد نجاد ان الولاياتالمتحدةالامريكية تتفاوض مع الايرانيين بخصوص سبل معالجة الازمة العراقية والقضايا التي يمكن ان تتدخل فيها ايران، دون ان يحدد طبيعة الدور الايراني في هذا الملف الا انه عاد واكد ان استمرار احتلال العراق، سبب في تعفن الوضع وتدهوره بشكل مستمر، داعيا الى الاعتراف بالحكومة والبرلمان والدستور العراقي، ليتمكن العراقيون من معالجة الازمة الحالية. وعبر الرئيس احمدي نجاد عن شجبه لظاهرة الارهاب، التي قال أنها تتعارض مع تعاليم الا سلام التي تحرم قتل النفس البشرية، وأعلن نجا أن إيران تشجب كل اشكال العنف مهما كان لونه أو مصدره، مشيرا أن بلاده عانت هي الاخرى من هذه الافة، ودعا الرئيس الايراني، الى تكتل دولي لمكافحة الارهاب، في إطار تعبئة حقيقية وجادة لكل الطاقات. ولكنه أوعز بروز تنامي الظاهرة الإرهابية في إشارة ربما إلى تنظيم "القاعدة"، أن نموها مترابطة مع الدول الكبرى وإدارتها لشؤون العالم، من حيث احتمال إدارتها من قبل نفس هذه القوي، التي توظف الارهاب كأداة سياسية لا يمكنها ان تحارب الارهاب، في اشارة ضمنية الى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأشار أن الحوار والمنطق هما السبيلان لمعالجة هذه الظاهرة. وعاد الرئيس الايراني من جديد ليحمل على إسرائيل بوصفه الكيان الصهيوني، الغاصب للاراضي الفلسطينية، عندما دعا الى رحيل الاسرائيليين من الا راضي الفلسطينية المحتلة الى وجهة اخرى لم يحددها. منوشهر متكي يعلن دعم طهران لبرنامج الاقتصادي توقع وزير الخارجية الايراني ان تشمل المباحثات بين قادة البلدين خلال الزيارة المرتقبة للرئيس الايراني احمدي نجاد يوم الاثنين المقبل، الملف النووي، وقال متكي خلال لقاء مع الوفد الاعلامي الجزائري الذي يزور طهران، ان الرئيسان بوتفليقة ونجاد سيبحثان في الملف النووي، عكس ما ورد على بعض المسؤولين، في حين لم يشر الرئيس الايراني الى هذا الملف خلال لقائه مع الصحافة الوطنية. واشار متكي الى المواقف المشتركة بين الجزائروايران بهذا الخصوص واخرها التوقيع على البيان الختامي لقمة دول عدم الانحياز التي دعمت حق ايران في امتلاك التقنية النووية. وتوقع منوشهر متكي ان تشهد العلاقات الجزائريةالايرانية مزيدا من التطور والارتقاء، مفضلا ترك الكشف عن بعض المشاريع التي تعتزم الحكومة الايرانية الاستثمار فيها الى الزيارة التي ستقود الرئيس الى الجزائر، ولكنه لم يخف رغبة الحكومة الايرانية الفوز ببعض الصفقات في مجال النفط والغاز، والفلاحة، والخدمات. واكد متكي عزم بلاده دعم الجزائر في برنامج دعم التنمية الذي اطلقه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وكشف في هذا الاطار عن تولي خبراء من الجانبين بحث في ملفات التعاون ابتداء من اليوم السبت. مبعوث الشروق الى طهران:مراد اوعباس