عبر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عن استعداد بلاده غير المشروط للحوار مع الغرب "على أساس العدالة والاحترام". وفي حين ردت الولاياتالمتحدة بحذر على العرض الإيراني، أعربت عن شكوكها في مزاعم طهران بإحراز تقدم كبير في برنامجها النووي.وأشار مراسل الجزيرة في طهران ملحم ريا إلى أن موقف أحمدي نجاد هو رد على عرض الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي طرحه في براغ للتفاوض مباشرة مع طهران حول برنامجها النووي.وقال الرئيس الإيراني -في خطاب بمدينة أصفهان حيث افتتح أول مصنع لإنتاج الوقود النووي- إن بلاده مستعدة للحوار مع الغرب إذا كان "مبنيا على العدالة والاحترام".وكشف في الخطاب -الذي بثه التلفزيون الإيراني- أن بلاده اختبرت نوعين جديدين من أجهزة الطرد المركزي يتمتعان بقدرة أعلى لتخصيب اليورانيوم وإنتاج الوقود النووي.وقال إن الأجهزة الجديدة أسرع بعدة مرات من تلك المستخدمة في إيران، مضيفا أن بلاده أنجزت كل مراحل التصنيع النووي.ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول في البرنامج النووي الإيراني أن بلاده أنهت المرحلة الأخيرة من عملية التخصيب وأنها تملك حاليا نحو 7000 جهاز طرد مركزي لإنتاج الوقود النووي.وذكر مدير المصنع الجديد فجيح الله أسدي أن المصنع هو إنتاج إيراني 100% وأنه سينتج ماء ثقيلا لمفاعل آراك الإيراني.من جهته قال رئيس الوكالة الذرية الإيرانية غلام رضا أغا زاده إن بلاده تشغل الآن 7000 جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم وإنها استنبطت تقنية جديدة لإنتاج أجهزة طرد أكثر دقة.وفي إشارة منه إلى دعوات الغرب إلى إيران لوقف عمليات تخصيب اليورانيوم قال رئيس مجلس الشوري الإيراني علاء الدين بروجوردي من أصفهان للصحفيين "إيران أثبتت اليوم أنها استكملت دورة الوقود النووي ومن الطبيعي ألا يتم البحث معها بتعليق أي عمليات لتخصيب اليورانيوم" بعد الآن.يشار إلى أن الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا أعلنت أنها ستطلب من الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا السفر إلى طهران لإيجاد حل دبلوماسي "للقضايا الحساسة".وفي رد الفعل الأميركي، شككت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في تصريحات أحمدي نجاد بشأن حصول تقدم في البرنامج النووي الإيراني، وقالت إن التصريحات في هذا الموضوع كانت متفاوتة على مر السنوات الماضية بما لا يسمح بتكوين فكرة واضحة عن مدى تقدم البرنامج النووي الإيراني.وأعلنت أن بلادها لا ترى في تصريحات المسؤولين الإيرانيين بشأن برنامجهم النووي أي داع لتغيير سياسة الانفتاح التي تنهجها إدارة باراك أوباما تُجاه إيران. من جهته، قال الناطق باسم الوزارة الأميركية روبرت وود إن واشنطن ما زالت بانتظار رد إيجابي من طهران بشأن الحوار مع الولاياتالمتحدة. وأشار إلى أن الدعوة التي أطلقها الرئيس الأميركي إلى انخراط الولاياتالمتحدةوإيران في مفاوضات "تمت بوضوح وفي العلن ونحن ننتظر ردها"، مضيفا أنه لا يوجد لديه ما يضيفه على الموضوع.وحث وود إيران على قبول العرض الذي قدمته القوى الغربية في العام الماضي بتقديم حوافز مالية ودبلوماسية في مقابل وقف الأنشطة النووية الحساسة، وقال "لدينا حزمة من الحوافز على الطاولة ونعتقد أنها حزمة جيدة".ومعلوم أن موقف الولاياتالمتحدة في عهد الرئيس الجديد تجاه إيران وبرنامجها النووي يختلف جذريا عن موقفها في عهد الرئيس السابق جورج بوش الذي كان يصنف طهران في محور الشر ويدفع لتشديد العقوبات عليها بدعوى أنها تطور برنامجا نوويا عسكريا.