علمت "الشروق" من مصادر مطلعة، أن مصالح الدرك الوطني، في إطار تحقيقاتها المعمقة في قضية قتل الطفل مهدي بغرداية، باشرت سماع أقوال والد الضحية محمد جلمامي، وكذا أمه، وأطراف كانت لها "مشاكل" مع والد الطفل الذي شيّعت جنازته أمس، وسط حضور جماهيري حاشد. أكد والد الضحية محمد، في لقاء مع "الشروق" وعلامات الحزن تبدو عليه، أن علاقته مع طليقته، والدة مهدي التي انفصل عنها منذ 7 سنوات، علاقة عادية دون أي مشاكل، كما كان يقوم بواجبه الأبوي تجاه الطفل مهدي، من خلال زيارته وتسديد النفقة، ويروي محمد، انه قبل يوم من الحادث طلب الضحية مهدي من والده أن يصطحبه إلى منطقة الجلفة، ليحقق له أمنيته في مشاهدة الثلج، تقبل محمد ذلك وحزم أمتعته هو ومهدي وأمه، غير أن تعطل السيارة في الطريق قبل وصولهم إلى مدينة الأغواط، حال دون تحقيق أمنية مهدي، وعادوا أدراجهم إلى المنزل. ويوم الفاجعة - يضيف محمد - "اتصلت بي أم مهدي لتخبرني عن اختطافه"، فباشر الأب اتصالاته مع مصالح الأمن والدرك لمباشرة البحث والتحري.
وعن أسباب الاختطاف، يحيلنا محمد، ضمن هذا السياق، إلى عمله سابقا في سلاح الدرك في صنف "شبه عسكري"، وكان وقتها يتلقى عديد التهديدات من عدة أشخاص تورطوا في قضايا السلاح والمخدرات، وقضايا أخرى أغلبها تمس بأمن الدولة، وأودعوا السجن وحكم عليهم ب8 سنوات فما فوق، وهو ما ضاعف له المشاكل والتهديدات، غير أنه لا يجزم مئة بالمئة بفرضية ان يكون أحد هؤلاء نفذ تهديداته، باعتبار أنه أعاد الزواج ورزق بأولاد من الزوجة الثانية. في حين أن مهدي يعيش بعيدا عنه مع والدته . محمد أشار أيضا إلى أنه تلقى تهديدات بالتصفية من طرف بائع مخدرات ينحدر من ولاية مجاورة، بعد كشف شبكة المخدرات التي كان يقودها، كما تحدث أيضا عن تحقيق يطال مجموعة من مهربي السلاح بعدما أودعوا السجن وألقي القبض عليهم، قبل إخلاء سبيلهم بعد فترة. من جهة ثانية تلقت الزوجة - حسب ما صرح به والد الضحية-، خلال الأشهر السابقة تهديدين أحدهما كان من طرف مجموعة شباب كانوا يترددون على بيت مشبوه قرب بيتها، وتلقت تهديدات منهم بالتصفية، حينما قال لها أحد الشاب "تخلصيها غالية لو تتكلمي".