هناك بعض اللاعبين من مزدوجي الجنسية من المتخرجين من المدرسة الكروية الفرنسية من يظنون بأن اختيارهم للعب للخضر سيكون في غير صالحهم، ويجعل الأندية المحترفة الكبيرة لا تنظر إليهم، فتجدهم يصبرون في انتظار دعوة من المنتخب الفرنسي، أو يبقون على جنسيتهم الرياضية الفرنسية التي تفتح لهم أبواب الاحتراف، بدليل وجود ثلاثين لاعبا من أصحاب الجنسية الفرنسية وغالبيتهم من الدول الإفريقية يلعبون حاليا في الدرجة الأولى الإنجليزية. لكن في الواقع يوجد عديد اللاعبين الجزائريين من ساهم تألقهم مع الخضر على مدار التاريخ لمنحهم فرصا ما كانوا ليحلموا بها لو اختاروا مثلا منتخب فرنسا الذي سيهمشهم أو لو بقوا بعيدين عن المنتخب الوطني، ومنهم اللاعب آندي ديلور الذي فاز بلقب أحسن لاعب في الدوري الفرنسي لشهر نوفمبر في دوري يلعب فيه نايمار ودي ماريا ومبابي، ولم يحصل ديلور في حياته على لقب لاعب الشهر بالرغم من أن سنه بلغ 28 سنة، ومنذ أن تقمّص ديلور ألوان الخضر وهو في حال توهج، ولن يتفاجأ أحد لو وجدنا اللاعب في دوري أقوى وفريق أحسن من مونبيليي في الميركاتو الشتوي القادم، كما أن ديلور عرف بأن مكانة أساسية في الخضر لن تكون إلا بالملموس، فصار يسجل وهو حاليا في المركز الرابع في الهدافين في الدوري الفرنسي بثمانية أهداف، وفي الصناعة أيضا حيث يحتل المركز الأول في أصحاب التمريرات الحاسمة في الدوري الفرنسي والقادم بالتأكيد أحسن، لأن ديلور يضع في رأسه التواجد في المونديال القادم والتألق فيه حيث سيكون حينها في الثلاثين وفي أوج عطائه. وإلى غاية صائفة 2019 لم يكن إسماعيل بن ناصر سوى لاعب في إمبولي المتواضع النازل إلى الدرجة الثانية الإيطالية، وحتى نادي أرسنال لم يكن مهتما إطلاقا بضمه أو استعادته، ولكن فوز بن ناصر باللقب القاري مع كتيبة جمال بلماضي وتتويجه بلقب أحسن لاعب في الدورة في حضور ساديو ماني ومحمد صلاح ورياض محرز، قلب كيان اللاعب الذي وجد نفسه مع الميلان الفريق الفائز بلقب رابطة أبطال أوربا في سبع مناسبات كاملة، وهو حاليا يعيش حلم التتويج بلقب الدوري الإيطالي والمنافسة مستقبلا على لقب رابطة أبطال أوربا، وقد ينتقل إلى فريق بحجم ريال مدريد أو برشلونة وهذا بفضل المنتخب الوطني الذي منحه الفرصة الكاملة ووثق في إمكانياته، أما اللاعب الثالث الذي طار بلعبه مع المنتخب الجزائري إلى سماء التألق فهو الشاب آدم زرقان صاحب 21 سنة الذي لم يسبق له وأن لعب أساسيا مع نادي بوردو، ولكن بمجرد استدعائه للمنتخب الجزائري حتى صار لاعبا أساسيا مع ناديه ويحقق تطوّرا كبيرا من مباراة إلى أخرى، وتم اعتباره من المواهب الصاعدة في الدوري الفرنسي. حمل ألوان المنتخب الجزائري كان دائما فأل خير للاعبين الجزائريين من المغتربين مثل جمال مصباح الذي انتقل من الدرجة الثانية إلى الدرجة الأولى الإيطالية وحمل لموسم واحد ألوان فريق الميلان في عز قوته، كما ساهم في نقل كريم زياني من فرنسا إلى بطل الدوري الألماني فولفسبوغ، وشهدت بعض مباريات الخضر الشهيرة زخما إعلاميا عرّف باللاعبين الجزائريين في العالم مثل تأهلهم لمونديال 2010 وخاصة بعد مباراة أم درمان أمام الفراعنة، ومباراة الدور الثمن النهائي في كأس العالم في البرازيل أمام منتخب ألمانيا في سنة 2014، وزاد الفوز بكأس أمم إفريقيا 2019 في مصر من قيمة كل من دافعوا عن ألوان المنتخب الجزائري، فصاروا مطلوبين في مختلف الأندية كما منحتهم الأولوية في أنديتهم. صحيح أن قيمة المنتخب الفرنسي من حيث نوعية اللاعبين والنتائج أقوى من قيمة المنتخب الجزائري، ولكن الذين اختاروا المنتخب الفرنسي خابت أمانيهم فنبيل فقير انتقل من ليون إلى بيتيس الإسباني، وكلنا نعلم بأن قيمة ليون أقوى من بيتيس بدليل وصول ليون إلى نصف نهائي رابطة أبطال أوربا، بينما لا ينعم بيتيس حتى بالمشاركة في أوربا ليغ إلا نادرا، وإذا كان ليون يحتل المركز الأول في فرنسا فإن بيتيس مهدّد بالسقوط في الدوري الإسباني، وقد يكون مصير حسام عوار مماثلا لفقير، فهو حاليا في ليون ولا حديث عن انتقاله إلى فريق أقوى في الميركاتو الشتوي القادم. ب.ع