شدد وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي، على أن الخطاب الديني المسجدي للائمة الجزائريين بالخارج وسطي وملتزم بشهادة الدول التي انتدبتهم، واصفا إياه ب"أعلى وأرقى" خطاب ديني في منابر المساجد الفرنسية، كاشفا في نفس الوقت عن فوز 105 مترشح في مسابقة الانتداب بفرنسا. قال وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، إن خطاب الإمام الجزائري بالخارج يعد "أعلى وأرقى" خطاب نظرا لالتزامه برسالة الإسلام والوسطية التي تبنى عليها المرجعية الدينية في البلاد، مشيرا في تصريح صحفي أمس الثلاثاء، على هامش إشرافه على انطلاق مسابقة انتداب الإطارات من الأئمة لتأطير الشأن الديني في مسجد باريس، أن السلطات الفرنسية لا تترك أي مناسبة دون أن تعترف بقوة واستقامة الأئمة الجزائريين وتذكر بمدى التزامهم بمرجعيتهم الدينية الوسطية. بالمقابل، أوضح يوسف بلمهدي أن مسابقة انتداب الأئمة بمسجد باريس تم تأجيلها هذه السنة بسبب الوضع الصحي الذي تعيشه الجزائر والعالم ككل جراء فيروس كورونا، كاشفا في هذا الاطار عن فوز 105 مترشح في الامتحانات الكتابية الخاصة بانتداب 63 إماما لمسجد باريس في فرنسا، مشيرا إلى أن الناجحين في الاختبار سيخضعون لمرحلة تدريبية بمخبر اللغات الذي كان حصيلة التعاون بين الجزائروفرنسا لتقوية قدراتهم اللغوية. وحسب وزير الشؤون الدينية والأوقاف، فإن الهدف من مرحلة التكوين والاختبار بالدرجة الأولى هو معرفة مدى قدرة الأئمة على إيصال الرسالة المحمدية بأسلوب وسطي بعيدا عن التشدد والعصبية. وبخصوص الامتحان الشفوي، قال الوزير إنه يتضمن لجنة خاصة باستظهار القرآن الكريم وأخرى خاصة بالثقافة العامة ولجنة ثالثة تتعلق باللغة الفرنسية على اعتبار أن الجالية ستتم مخاطبتها بهذه اللغة، قائلا: "بعد النتائج النهائية، سيخضع الفائزون لدورة تدريبية في مخبر اللغات الذي تم تجهيزه بالتعاون مع السفارة الفرنسية في الجزائر وذلك قصد تقوية القدرات اللغوية للأئمة الذين سيعملون على تبليغ رسالة الجزائر والإسلام للجالية". للإشارة، فقد تقدم لهذه المسابقة أكثر من 529 مترشحا ما بين إمام ومرشدة دينية من مختلف ولايات الوطن، تم امتحانهم في الثقافة العامة واللغة الفرنسية، وكانت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف قد اشترطت في الأئمة المترشحين للانتداب لدى مسجد باريس توفر أربعة شروط لدى المترشحين، تؤهلهم للترشح من أجل الالتحاق بالسلك الديني بفرنسا، على غرار أن يثبت المترشح 5 سنوات من الخدمة الفعلية في الرتبة، وأن يكون حافظا للقرآن الكريم كله، كما ينبغي على المترشح أن يكون متحكما في اللغة الفرنسية، وأن يكون سليما من كل عاهة أو مرض يتعارض مع الوظيفة. يأتي هذا بالتزامن مع تلميح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن عزمه وقف انتداب 300 إمام أجنبي في فرنسا مبعوثين من الجزائر والمغرب وتركيا، وهذا بعد مشاورات سابقة عقدها مع مسؤولي الديانة الفرنسية في فرنسا.