استنكر أعيان وشيوخ ولايات الجنوب، "الحملة" التي قالوا أنها حولت مطالب سكان المنطقة المتعلقة بالحق في الحصول على منصب عمل، "إلى مطالب لا يقبلها العقل والمنطق"، معتبرين المطالب "الجديدة" سياسية موشحة بأجندة أجنبية خارجية، داعين إلى نبذ كل أشكال العنف والتطرف وزرع الفتن بين أبناء الوطن الواحد، "والتصدي لكل من تسوّل له نفسه المساس بكرامة ووحدة الوطن". وجاء في المبادرة التي أطلقوا عليها "نداء الوطن"، وقّعها الشيخ مولاي التهامي غيثاوي، عضو المجلس الإسلامي الأعلى ورئيس لجان الأعيان في ولاية أدرار، وكذا البرادعي عبد الله، عضو مجلس الأمة سابقا، بالإضافة إلى رئيس رابطة الحياة وعضو مجلس الأعيان في الجنوب، ممثلين عن أعيان وشيوخ ولايات أدرار، تمنراست وإليزي، أن الحملة يقودها أشخاص لم يتم التوصل بعد إلى هوياتهم ولا انتمائهم، يتحدثون باسم سكان ولايات الجنوب، "وحوّلوا مطالب لا تخرج عن نطاق المطالبة بمنصب شغل إلى مطالب سياسية موشحة بأجندة أجنبية خارجية"، و"إذ نتبرأ منهم كونهم ليسوا منّا ولا نحن منهم، أشخاص يعزفون على وتر نغمات إيقاعاته نشتم منها رائحة الأيادي الخفية، مندسة بين مجموعة من الشباب البطال يحاولون إخراجهم عن مطلبهم، ليجد بعضهم ينادي بالتميز والجهوية، وبمطالب أخرى لا صلة لها بيوميات مواطني المنطقة"، مستنكرين الحملة "الهمجية" التي يهدف من ورائها إلى خلق البلبلة وزعزعة استقرار البلاد، بعدما عاد إليها الأمن والاستقرار - يقول أصحاب العريضة-. وثمّن ممثلو سكان الجنوب الإجراءات الأخيرة المتعلقة بقرارات الحكومة، المتخذة في إطار ترقية إطارات من أبناء الجنوب في مناصب عليا، ومنها ولاة للجمهورية في الحركة الأخيرة التي مسّت الولاة، داعين إلى ضرورة تفويت الفرصة على من يحاولون زعزعة استقرار البلاد "وذلك لن يتأت إلا بالوحدة والاتحاد ونبذ الضغينة والحقد والتسامح.. حتى نفوت الفرصة على من خرجوا عن ملّة ديننا وانتماء وطننا ممن يتكالبون علينا بتنفيذ مخططاتهم الرامية إلى إدخال الشك وزرع الفتنة في قلوب المواطنين". وتحدث أصحاب العريضة عن الميزانيات التي تم رصدها للوقوف بالتنمية في الجنوب، ضمن المخططات الخماسية الثلاثة، إذ قدرت بحوالي 617 مليار دينار منها 122 مليار لولاية إليزي لوحدها، مشيرين إلى أن هذه الولايات لم تعد بحاجة إلى المزيد من الأموال بقدر ما هي بحاجة لمن ينجز البرامج، مؤكدين بأن الوقت الراهن لا يسمح بخلق الذرائع لتحقيق المآرب على حساب الوطن ووحدته، "وإننا في هذا الصدد نشجب ونستنكر كل ما صدر أو يصدر في المستقبل من قبل شلّة نصبوا أنفسهم أوصياء علينا، ونؤكد لهم أنهم لا يمثلون إلا أنفسهم وفقط" -يختم الموقّعون على العريضة-. وكانت حملات على مواقع التواصل الاجتماعي، يقودها مجهولون دعت إلى مسيرة للمطالبة بإقالة الوزير الأول عبد المالك سلال، الذي أدلى بتصريحات اعتبرتها أطراف إنقاصا من شأنهم، وتزامنت هذه الحملة مع تأجّج مطالب الانفصال بمنطقة الساحل انطلاقا من أزمة مالي، ومطالب انفصال إقليم أزواد والتدخل العسكري الفرنسي في الشمال.