كشف تقرير حديث صادر عن قيادة الدرك الوطني، عن فشل أجهزة الإنذار والأنظمة الأمنية التي تزود بها السيارات بكل أنواعها، أمام لصوص محترفين وعصابات متخصصة، يستعملون فيها تقنيات وأجهزة حديثة لفك شفرة تشغيل المركبة وإعادة برمجة المفتاح والذاكرة. يشير تقرير صادر عن قيادة الدرك الوطني، تحوز "الشروق" على نسخة منه، أن لصوصا وعصابات سرقة السيارات يمتلكون تقنية التعامل مع أحدث أنواع السيارات، وآخر التكنولوجيات لسرقة المركبات دون الحاجة إلى المفتاح الأصلي، فأساليبهم في السرقة تتطور تماشيا مع التطور الحاصل في تكنولوجيا السيارات، حيث سجلت مصالح الدرك الوطني خلال 12 شهرا، سرقة 1102 مركبة بينها 487 سيارة تم سرقتها في المناطق الحضرية و602 في المناطق الريفية، فيما تم تسجيل 253 قضية خلال نفس الفترة، أسفرت عن توقيف 528 شخص بينهم 10 نساء واسترجاع 195 مركبة من مجموع 1102 التي تم سرقتها. وأضاف التقرير أنه من مجموع المركبات المسروقة أحصت مصالح الدرك الوطني على المستوى الوطني، سرقة 802 مركبة من الوزن الخفيف و301 أخرى من الوزن الثقيل. وعن الطرق التي يعتمد عليها المجرمون خلال سرقتهم للمركبات -حسب ذات التقرير- هو لجوء البعض منهم إلى وكالات تأجير السيارات ويقومون بنسخ المفتاح الأصلي، ولأن المفتاح مزود ببطاقة ذاكرة موصولة بالسيارة ولا يمكن تشغيلها بدونه، يعمد اللصوص إلى سرقة بطاقة ذاكرة لسيارة أخرى من نفس العلامة، قبل أن يعاد برمجة المفتاح وبطاقة الذاكرة وتعاد السيارة إلى صاحبها الأصلي لإبعاد الشبهات. كما كشفت تحقيقات مصالح الدرك الوطني عبر ال48 ولاية -حسب ذات التقرير-، أن الشبكات المختصة في التزوير أصبحت تمس أنواعا من المركبات، وهي السيارات محل حادث مرور، والسيارات المهربة عبر الحدود والسيارات المسروقة خارج الوطن والمستوردة بوثائق أجنبية مزورة . وبالرغم من تزود أغلب السيارات بجهاز إنذار لتنبيه صاحبها في حال اقترب منها أفراد عصابات السرقة، إلا أن هذه الأجهزة أثبتت عدم جدواها أمام هؤلاء اللصوص الذين يلجؤون إلى الهاتف النقال لتعطيل جهاز الإنذار وبكل سهولة، أو عن طريق استعمال تقنية معروفة عن "مافيا" سرقة السيارات تعرف عندهم ب"راسلي"، حيث يفكّون الشيفرات دون مصاعب.