قال مصطفى كرطالي أمير كتيبة الرحمن والقيادي في جيش الإنقاذ سابقا في أول تصريح صحفي له بعد محاولة اغتياله الفاشلة يوم الثلاثاء الماضي أنه كان "شيئا كنت أتوقعه نتيجة الصراع الدائر حاليا بين مؤيدي المصالحة ومعارضيها، وأكد كرطالي في تصريح للشروق اليومي التي زارته في المستشفى أن "المسلحين الذين قاموا بالعملية على غير دراية بحقيقة العمل الذي قاموا به" وأن ما وقع لن يثنيه "عن مواصلة العمل من أجل تحقيق المصالحة الوطنية". وفي تصريح مقتضب من على سريره بمصلحة جراحة العظام بمستشفى سليم الزميرلي بالحراش، أكد مصطفى كرطالي الذي فقد ساقه اليمنى في محاولة الاغتيال التي تعرض لها أمس بتفجير سيارته بمخرج مدينة الأربعاء، أن هذه "رسالة مفادها عرقلة مسار المصالحة الوطنية" رغم تأكيده انه لم يتلق تهديدات ولا مضايقات من أي جهة كانت "لم أكن مهددا وكنت أتحرك بكل حرية إلى غاية حدوث الاعتداء". وحول ما إذا كانت هذه خطوة أولى في طريق تصفية قياديي "الفيس" سابقا، أكد أمير "الأيياس" سابقا مرة أخرى أن العملية التي استهدفته هي من فعل "أعداء المصالحة"، لكن رغم ذلك أعلن إصراره المضي في العمل من اجل استكمال مسارها، مطالبا الدولة "بالاستمرار على الشيء الذي اتفقنا عليه، فنحن ثقافتنا المصالحة". وبينما بدأ كرطالي الناجي من عملية اغتيال بمنطقة الأربعاء بالبليدة يتماثل للشفاء، لم يتوقف زواره أمس على "الحج" إلى مستشفى زميرلي، الذي جند أعوانه لتنظيم زيارة الأعداد المتزايدة لأمير جيش الإنقاذ سابقا عن منطقة الوسط، وحسب ما استقيناه من آراء الزوار، من مناضلي "الفيس" سابقا والمتعاطفين معه فإن كثير منهم يربط ما حدث بالجدال الذي طرحته على الساحة السياسية مذكرات رئيس الحكومة الأسبق بلعيد عبد السلام وطفو مشاكل التسعينات إلى الواجهة، لكن هذه الأطروحة أيضا فيه من يعارضها بين أتباع الفيس سابقا الذين رجحوا الاعتداء على وجه من أوجه الفيس سابقا إلى تنظيم "القاعدة" ومخططاته. وكانت العملية الإرهابية التي استهدفت مصطفى كرطالي أمس أعادت للذهن سيناريوهات بعض اغتيالات رؤوس من الفيس المحل، لكن عملية أمس لم تفضي إلى اغتيال الهدف بل بترت ساقه اليمنى ما اعتبره "نتيجة للنضال". غنية قمراوي:[email protected]