تتهاطل منذ بداية فصل الصيف أخبار الأوربيين من كل الجنسيات الذين يطلبون اعتناق الدين الإسلامي ونطق الشهادتين في مختلف مساجد ولايات الجزائر، وكان آخر الحالات رجل بلجيكي يدعى "دينياج إسكندر" يبلغ من العمر 54 سنة الذي تلا الشهادتين في مسجد بن باديس بقالمة قبيل صلاة المغرب من يوم الخميس الماضي 16 أوت ثم عقد قرانه مع امرأة قالمية، مع العلم أن هذا الشاب هو من أصل ألباني وكان مسيحيا بالرغم من أن سكان ألبانيا مسلمون في معظمهم. ومع عودة الإنفتاح الإقتصادي في الجزائر وحضور مئات الشركات من مختلف الجنسيات، وأيضا مع تزايد طلب الهجرة إلى الخارج من الجزائريين والجزائريات تضاعف الزواج المختلط وأصبح بعض الجزائريات يراهن على الإرتباط مع شاب أجنبي حتى يقضي على العنوسة ويوفر لنفسه إمكانية الهجرة إلى أوربا، وهو ما يفسر تضاعف عدد الرجال الأوربيين المعتنقين للإسلام إضافة إلى أن معظمهم يرتبط بامرأة جزائرية مباشرة بعد إعلانه الشهادتين، كما حصل مع الرجل البلجيكي يوم الخميس الماضي وكما حدث الأسبوع قبل الماضي مع فرنسي في سن الأربعين يدعى "فيليب" الذي حضر إلى مسجد العتيق بسوق اهراس من فرنسا واعتنق الإسلام ليرتبط مع فتاة سوق اهراسية مهاجرة بفرنسا، وأعلن أيضا في الثالث من أوت الحالي فرنسي آخر اعتناقه الإسلام في تيزي وزو تلاه باقترانه من شابة قبائلية، وفي ذات اليوم اعتنق شاب إيطالي الإسلام، واختار السفر إلى عزابة التابعة لولاية سكيكدة حيث تقطن "زوجة المستقبل". الشاب الإيطالي يدعى "آلبار" وهو في سن 33 وبعد وضع نصف دينه في الميزان ألحقه بالنصف الآخر حيث أقيمت على شرفه مراسيم زواج تقليدية وطار بعد ذلك إلى روما مع زوجته. وقد حاول عدد من مراسلي الشروق اليومي التحدث مع هؤلاء الذين اعتنقوا الإسلام، ولكن التكتم كان باديا عليهم إضافة إلى أن بعضهم صراحة اعتنق الإسلام بطلب من قرينته حتى يمكنه الزواج منها كما أن اعتناق الأوربيات للزواج مازال متواصلا ولم يبق طاغيا كما كان في زمن سابق ومعظم الحالات أيضا يتعلق بالزواج مع أن شرط "إسلام المرأة" غير ضروري بالنسبة للرجال الجزائريين، إذ سجلنا خلال هذه الصائفة عدة حالات وبعضهن شابات دون العشرين من العمر مثل "إليزابيت" وهي فرنسية تبلغ من العمر 18 سنة فقط، ارتبطت بشاب مهاجر ترجع أصوله إلى سوق اهراس، وطلبت منه الحضور إلى بلدته ثم قررت قراءة الشهادتين وهي مرتدية حجابا وخمارا وسط تكبيرات وتهليلات عشرات المصلين في مسجد العتيق بمدينة سوق اهراس، كما اعتنقت شابة فرنسية في سن ال 19 الدين الإسلامي بقرية أنسيغة التابعة لولاية خنشلة، وأكملت "نصفها" بالزواج من شاوي "فحل" وجاءت "صوفيا" أيضا من فرنسا رفقة زوجها المهاجر لتعلن إسلامها بمسجد عمرو بن العاص بقسنطينة وتختار إسم صابرينة. ولكن الملاحظة الطاغية في السنتين الأخيرتين، وهذا حسب وزارة الشؤون الدينية، هي طغيان اعتناق الأوربيين الرجال للإسلام على النساء بعد أن ظلت الكفة لصالح النساء منذ الإستقلال إذ كان الجزائريون هم أكثر المتزوجين من الأوربيات لتتعادل الكفة وأصبحت نساء الجزائر لهن أيضا رأي مشابه، وهو البحث عن الأوربي الزوج الذي يوفر المادة ووثائق الإقامة وأشياء أخرى، السيد عبد الله طمين المكلف بالإعلام بوزارة الشؤون الدينية أحصى للشروق اليومي 106 حالة اعتناق للإسلام في منتصف العام الحالي فقط. ووصف هذا الرقم بالقياسي، والذي لم يسبق تسجيله من قبل، خاصة أن المعدلات السنوية هي حوالي ستين حالة، يذكر أن القانون الجزائري لا يسمح للمرأة الزواج من أجنبي إلا إذا كان ملفه الشخصي فيه شهادة اعتناقه للدين الإسلامي، أما عن كيفية حصوله على هذه الشهادة فيؤكد السيد عبد الله طمين أنها تتم بشفافية وأمام الجميع، عكس عمليات التنصير التي تجري في المقاهي والمنازل المعزولة، وحتى خارج الوطن، ويشهد كل الذين اعتنقوا الإسلام أنهم فرحون بخيارهم من دون ضغوطات تذكر أو إغراءات "لا يتقاضون مقابل كما يحدث في حملات التنصير"، شهادة اعتناق الإسلام تتطلب من المعني تقديم طلب، إضافة إلى صورة طبق الأصل لجواز سفره وصور شمسية ثم يملأ إستمارة أهم ما فيها الإجابة عن سؤال يعني سبب اختياره للدين الإسلامي وتقوم الجهات المختصة بإجراء تحقيق إداري حول الشخص الذي اختار الإسلام، وبعد التحقيق الإيجابي يتحصل على موعد محدد لإعلان الشهادتين أمام الملأ داخل مسجد جامع وتقوم نظارة الشؤون الدينية بإهدائه مصحف شريف حسب اللغة التي يتقنها هذا الوافد الجديد على الإسلام، مع بقاء النظارة تحت تصرفه للإجابة عن أي استفسار منه.. ومهما يكن فإن الدخول في دين الله الإسلام مشروع حتى للذي يرتضي من ورائه الزواج. ناصر