لم يمر قرار منع النساء عن أداء صلاة التراويح في مساجد الجزائر من دون أن يثير الجدل بين النساء والرجال أيضا، فقد كانت ومازالت التراويح بالنسبة للملايين من الجزائريات أشبه بالعيد، بل إنها تجذب المصليات من النساء أكثر مما تفعله صلاة الجمعة وصلاة العيدين وطبعا بقية الصلوات الخمس المفروضة.. الجزائريات مثل كل نساء البلاد الإسلامية ضيعن خلال رمضان الماضي صلاة التراويح وبقين ينتظرن رمضان القادم من أجل العودة بشغف إلى المساجد والمصليات قبل أن تجبرهن مخاطر جائحة كورونا على أن يقرن خلال رمضان القادم أيضا في بيوتهن، منتظرات هدية قبل رمضان بالعدول عن قرار المنع داعيات الله أن يزيح الوباء نهائيا ويعيدهن إلى حضن بيوت الله التي كن يلتقين فيها على كتاب الله ومنهن من أقمن صداقات متينة مع بعضهن البعض. واستنكرت العديد من النسوة اللائي اعتدن أداة صلاة التراويح في المساجد كل عام، القرار الوزاري الأخير، القاضي بمنعهن من صلاة التراويح، الأمر الذي أثار غضبهن وسرعان ما خرجن في حملة عبر مواقع التواصل يطالبن من خلالها بإعادة النظر في هذا القرار الذي وصفوه بالمجحف في حقهن، فلا يعقل حسبهن، أن يسمح للرجال بإقامتها ويتم استثناءهن منها، وذكروا أن هذا القرار ينافي تماما القيم والشرع الذي سمح لهن بأدائها في المساجد، كما ذكروا أن جائحة كورونا مجرد حجة خاصة وأن الأمر اقتصر عليهن فقط، رغم أن الأئمة أرجعوا سبب منعهم من أداء صلاة التراويح في المساجد، إلى أنهم لا يستطعن التقيد بإجراءات وتدابير الوقاية بسبب صغر المصليات الخاصة بهن من جهة، وعدم تمكنهم من الصلاة خارج المسجد مثل الرجال من جهة ثانية.. وعبرت مجموعة من النساء عن استياءهن من قرار وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الذي جاء فيه السماح بإقامة صلاة التراويح خلال شهر رمضان المقبل، مع وضع بعض الشروط أهمها منع النساء منها، واعتبرن الأمر بالاستفزازي لهن حيث ذكرن في تعليقاتهن الفايسبوكية، أنهن كن في انتظار أن يتم تكريمهم بمناسبة عيد المرأة بتخصيص مصليات كبرى لهن، ليتفاجأوا بصدور هذا القرار عشية موعد الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، وأضفن أنه من المفروض أن يتم توسيع المصليات الخاصة بالنساء داخل المساجد حتى تستقطب أكبر قدر ممكن منهن، وليس منعهن من أداء صلاة التراويح، وأشرن إلى صلاة الجمعة التي قالوا أنهن تم استثناءهن منها أيضا بسبب جائحة كورونا، فرغم أن بعض النساء كن لا يذهبن للمسجد إلا في شهر رمضان الفضيل. ومن جهة أخرى، تفهمت الكثير من النساء قرار المنع من أداء صلاة التراويح خاصة وأن الكثير من المصليات يأخذن معهن أطفالهن الصغار، وهناك من تحدثن فوضى عارمة وسط المساجد من خلال الشجارات بسبب أطفالهن، وتبادل أطراف الحديث والنقاش مع بعضهن البعض، ومنهن من يذهبن للمسجد لأداء صلاة التراويح وللخروج ليلا وقضاء بعض المصالح الشخصية فهناك من تهربن من كنائنهن، في حين أن هناك أخريات تهربن من غسيل أواني الإفطار، وتتحججن بصلاة التراويح، إلاّ أنهن شاركن في الحملة الفايسبوكية، ونشرن تعليقاتهن التي اتهمن فيها أصحاب القرار، الذي استثناهن من صلاة التراويح في المساجد هذا العام بالتحديد، بسبب جائحة كورنا، بالمجحفين.. لهذه الأسباب تم منع النساء من التراويح وفي هذا الإطار، اتصلت "الشروق" بالإمام في مسجد عمر ابن الخطاب بمنطقة رغاية محمد سعيود، الذي أكد، أن القرار الوزاري الذي استثنى النساء من صلاة التراويح هذا العام بسبب جائحة كورونا صائب، خاصة وأنه كما ذكر معظم المصليات الخاصة بالنساء ضيقة، ولا تسع لأن يتم فيها تحقيق شرط التباعد الجسدي ومسافة الأمان المفروضة لتفادي انتشار فيروس كورونا بين المصلين، على عكس المصليات الخاصة بالرجال والتي هي واسعة، كما أن الرجال بإمكانهم الصلاة خارج المسجد إن لم تسعهم المصليات الداخلية، في حين أن النساء لا يستطعن فعل ذلك، وأضاف سعيود، أنه حيثما كانت المصلحة فثمة شرع الله، ومصلحة النساء هو أداء صلاة التراويح في بيوتهن هذا العام حتى لا تنتقل عدوى الفيروس فيما بينهن، خاصة بعد ظهور السلالة المتحورة وبداية انتشارها في الجزائر.