لا تبعث الأمور على الإرتياح داخل بيت الإتحاد الجزائري لكرة القدم والمنتخب الوطني، في انتظار تدخّل "رجل رشيد"، يكنس القاذورات ويُعيد السفينة إلى برّ الأمان. وجاء قرار إلغاء المؤتمر الصحفي للناخب الوطني جمال بلماضي مساء السبت، لِيكشف أن التعفّن بلغ درجة تُنذر بِالبتر أو العملية الجراحية، في حال استمرار هذه الأجواء الموبوءة، وعدم تدخّل "العقلاء" للتصويب وحفظ البيت والأثاث. ولا يُمكن تفسير إلغاء المؤتمر الصحفي للمسؤول الفني الأوّل عن "الخضر"، بِعدم اتّضاح الرّؤية بِخصوص قائمة اللاعبين، خاصة بعد قرار أندية رؤساء البطولة الفرنسية القاضي بِعدم السّماح للاعبين الأفارقة بِالإلتحاق بِمنتخباتهم الوطنية. ذلك أنه يوجد أمر أكبر منه وأهم وبل وأخطر، ويتعلّق بِانتخابات رئاسة الفاف، التي يُفترض تنظيمها في شهر أفريل الداخل. ويتطاحن في الخفاء على منصب رئيس الإتحاد الجزائري لكرة القدم فريقان: خير الدين زطشي الذي يُريد عهدة ثانية، و"تلاميذ" الرئيس السابق محمد روراوة، ونعني بهم وليد صادي ومحفوظ قرباح، بل وحتى جهيد زفيزف، الذين يُريدون رحيل زطشي، وخلافته في أعلى منصب بِمبنى دالي إبراهيم الكروي. ويُحيط بِالفريقَين "المتناحرَين"، عدد لا يُستهان به من "الأنصار" – حتى لا يُقال "المُطبلّين" – المُنتفعين من بقاء زطشي، أو يخدمهم قدوم صادي أو قرباج. وبعيدا عن هاذَين الفئتَين، تضغط وزارة الشباب والرياضة على خير الدين زطشي من أجل الرّحيل. فيما يُصرّ رئيس نادي البارادو على تعديل لوائح الفاف أو الإستغاثة بِالفيفا. إن "إلغاء" زيارة رئيس الفيفا جياني أنفونتينو إلى الجزائر أواخر فيفري الماضي، والتشكيك في "وطنية" زطشي (لوائح "الكاف" وجمهورية الصحراء الغربية)، وتسريب وثيقة رفض الوصاية ترشّح رئيس الفاف لِمجلس الإتحاد الدولي لكرة القدم، دلائل قوية على أن "تاجر الرّخام" يُدفع دفعا لِكي يُعيد المئزر إلى أهله. ثم جاء هذا القرار "اللّغز" بِاعتذار بلماضي إلى الصحافة والجمهور الجزائري عن تنظيم مؤتمر صحفي، وفقا لِبيان الفاف. فهل يُعقل أن بلماضي – الذي يُسمّي القطّ قطّا – يتّخذ مثل هذا النوع من القرارات التي لا لون ولا طعم ولا رائحة لها؟ ولِحسن الحظ، أن المنتخب الوطني الجزائري تأهّل مُسبّقا لِكأس أمم إفريقيا 2022، وتنتظره مقابلتان "شكليتان" أمام زامبيا وبوتسوانا أواخر الشهر الحالي. فماذا لو كان زملاء القائد والجناح رياض محرز لم يفتكوا بعد تأشيرة "كان" الكاميرون؟ إن أخشى ما يخشاه الجمهور الجزائري الفخور بِوطنه والوفي ل "محاربي الصحراء"، أن يُعيدنا التطاحن على كرسي رئاسة الفاف، إلى أيّام "مسلسل زيغنشور 1992" و"قضية كروف 1994″، و"صفعة كينيا 1996″، و"مهزلة واغادوغو 1998″، وعودة المرض إلى جسد "الخضر" صيف 2014 بعد مونديال البرازيل، وانتداب محمد راوراوة للتقنيين غوركوف وراييفاتس وليكنس، ثم جلب زطشي لِألكاراز وماجر، والخسارة أمام جزر الرأس الأخضر…..سنوات الضّياع ووادي الذئاب بِكلّ بساطة.