لم تصدر تصريحات عن المدربين السابقين للمنتخب الوطني الجزائري، الأجنبيين تحديدا. يُهنّئون فيها “الخضر” بعد إحراز كأس أمم إفريقيا 2019 بِمصر. ويتعلّق الأمر هنا بِالتقنيين: الفرنسي كريستيان غوركوف، والصربي ميلوفان راييفاتس، والبلجيكي جورج ليكنس، والإسباني لوكاس الكاراز. وفضلا عن البخل في تقديم التهاني، تعمّد غوركوف استفزاز الجمهور الكروي الجزائري، لمّا راح يُعدّد حسنات منتخب السنيغال عقب مشاركته في “كان” 2019، فوق منبر صحفي لِهذا البلد الإفريقي، مُتجاهلا “ثورة” محاربي الصحراء المُظفّرة. ولازم ألكاراز صمت المقابر أو الخرفان و”انقرض”، رغم أنه يملك حسابا في موقع التواصل الإجتماعي “تويتر”، وتعوّد على نشر تغريدات بِانتظام. أمّا ليكنس، فيبدو بِأن الهلع اجتاحه في أرذل العمر، بعد استدعائه مُؤخّرا من قبل القضاء في بلده البلجيكي، بِتهم الفساد، وترتيب نتائج بعض المقابلات في البطولة المحلية، لمّا كان يُدرب فريق لوكران موسم 2015-2016. في حين يكون راييفاتس قد اقتنع بأنه ليس الإطار الفني الأكفأ للإشراف على “الخضر”، ففضّل السكوت، خاصة وأنه يملك شخصية هادئة ولا يتكلّم كثيرا. للإشارة، فإن محمد روراوة جلب كريستيان غوركوف صيف 2014 (بعد مونديال البرازيل)، لأن بعضهم من الذين كانوا يُريدون تصفية حساباتهم مع وحيد خليلوزيتش، همسوا في أذنه، وقالوا له إن المدرب الأنسب ل “الخضر” هو رجل تكتيكي وليس شخصية “عسكرية” (الصرامة والعصا مثل جمال بلماضي). دون إغفال أن نقطة انتداب المدربين أضعف حلقة في مشوار الرئيس السابق للفاف، ولا يُفهم كيف يشتهي روراوة جلب تقنيين مغمورين، رغم البحبوحة المالية التي كانت تتمتع بها هيئة دالي إبراهيم الكروية. واستمرّ روراوة في “حماقاته” واستعان بِمدرب صربي بطّال، بقي لِمدّة 5 سنوات بِلا عمل، مُمثّل في شخص ميلوفان راييفاتس. ثم استغاث ب “عجوز” بلجيكي إسمه جورج ليكانس، بعد فشله في إقناع مواطنه مارك ويلموتس بِتدريب “محاربي الصحراء”. وافتخر روراوة بِأنه وفّر غلافا ماليا ضخما، بِانتدابه راييفاتس ثم ليكنس، على حساب إغراق المنتخب الوطني في وحل المهازل. واستأنس “تاجر الرّخام” والرئيس الحالي للفاف خير الدين زطشي بِبلاد الأندلس، البلد الذي يعرفه جيّدا بِسبب “البزنس”، وأيضا بِسبب نجاح مدرب إسباني في أكاديمية نادي البارادو. وجلب تقنيا إسمه لوكاس ألكاراز تعوّد على الإشراف على النوادي الصغرى في بلده، الذي يكون قد نزل عليه خبر رغبة الفاف في التعاقد معه، كهدية “ربّانية” خرافية. وبِالمقابل، راح رابح ماجر يُطلق تصريحات “ماكرة”، فحواها أن “الخضر” المنتخب المُرشّح لِنيل كأس أمم إفريقيا 2019، للضغط على جمال بلماضي وأشباله ليس إلّا. فهل كان ماجر سيقبل بِهذا الترشيح لو قاد المنتخب الوطني في مصر؟ إن التاريخ الكروي يُفيدنا بِأن المدربين يُبدون التخوّف والحذر عند ممارسة هذه الوظيفة، ثم يرفعون سقف الأهداف عاليا، لما تُنهى مهامهم ويُزاولون مهنة التحليل التلفزيوني. بِاستثناء جمال بلماضي الذي كان صريحا وشجاعا، منذ تأهّل المنتخب الوطني في الطوغو شهر نوفمبر 2018، وقال إنه ذاهب إلى “كان” 2019 من أجل افتكاك التاج القاري. الحق يُقال إن مدربين “بؤساء” مثل غوركوف وراييفاتس وليكنس وألكاراز وماجر، أجبروا الجزائريين على مشاهدة مسلسل “سنوات الضياع”، ما بين صيفَي 2014 و2018. وذكّرونا ب “خيبة زينغشور 1992” و”قضية كعروف 1993/ قرار “الكاف” صدر في جويلية من هذه السنة” و”صفعة كينيا 1996″ و”ورطة واغادوغو 1998″.