يعيش أكثر من 4000 جزائري على المعونات الخيرية التي يتحصلون عليها من الجمعيات المسيحية لاسيما في كيبيك المقاطعة الناطقة بالفرنسية التي تقطنها النسبة الأكبر من الجزائريين الذي هاجروا إلى كندا مقارنة مع المدن الناطقة بالانجليزية مثل اوتاوا وتورونتو و قد كشفت الصحف الكندية عن المعاناة التي يعيشها العديد من أفراد الجالية الجزائرية تقول أنهم تركوا مناصب محترمة في الجزائر ليعتمدوا على مساعدات الجمعيات الخيرية خاصة المسيحية و الكنائس لمواجهة البطالة و قلة ذات اليد. وجاء في تحقيق نشرته يومية 'لابريس" بان العشرات من الجزائريين يتوجهون يوميا إلى الجمعيتين الخيريتين " لاميسيون بون اكاي" (مهمة الاستقبال الحسن) بحي سان هنري بمونريال و "مواسون مونتريال" لاستلام معونات لمدة أسبوع . و تؤكد الصحيفة بان الجمعية هي واحدة من بين 21 جمعية و كنيسة تتكفل بمساعدة مئات المهاجرين الذين لم يستطيعوا إيجاد عمل أو من لهم وظائف لا توفر لهم أدنى شروط المعيشة . وقد مست هذه الظاهرة، حسب الجريدة، 14 بالمائة من مجموع الجالية الجزائرية المقدرة بأكثر من 40 ألف نسمة و المقيمة بصورة شرعية. وتضمن تحقيق أخر في جريدة "لودوفوار" تحت عنوان "وجوه الجوع" شهادات بعض الأمهات الجزائريات المقيمات بمونريال اللائي يتوافدن صباح كل يوم اثنين على الجمعيات الخيرية بمونتريال لاستلام حصتهن من المؤن من مأكل و ملبس وسط طابور من مئات المحتاجين. و تروي "س. ل" التي كانت أستاذة في اللغة الالمانية في الجزائر و الأم لبنت عمرها ثلاثة سنوات كيف استعصى عليها و على زوجها إيجاد عمل منذ دخولهم كندا سنة 2004 . وتقول أن زوجها كان موظف في الإدارة العمومية مما صعب عليه الحصول على عمل حتى موسمي. وتروي جزائرية أخرى كيف حالت الظروف الصعبة بكندا دونها و دون العيش الكريم حيث أصبحت مجبرة، مند شهور، على المجيء للجمعية المسيحية رفقة ابنتها البالغة 15 سنة لتغطية حاجيات أسرتها ما دام زوجها يعاني من البطالة. وتقول، واصفة ظروفها المعيشية، " إن ابنتي تستفيد من منح الدراسة الحكومية لكننا ندفع مبلغ إيجار جد مرتفع و نحن بالتالي بحاجة إلى مساعدات". وتقدم الجريدة مثالا أخر ن خيبة أمل الجزائريين الذين تركوا، كما تقول، أوضاعا بالجزائر ليست أسوء مما هم عليه حاليا حيث تركت إحدى الجزائريات مهنة الطب لتعيش على المساعدات في مونريال منذ السنة الماضية في حين أن زوجها المختص في الإعلام الآلي عجز عن إيجاد منصب شغل . و تتحسر السيدة بن زكري عن وضعيتها الحالية في كندا حيث قالت في تصريحها للجريدة " كنت أمد يد المساعدة للمحتاجين عندما اشتغلت لحساب الهلال الأحمر فأصبحت مثل أولئك الذين كانوا ينتظرون في طوابير شربة رمضان في شوارع العاصمة الجزائرية". من جهتها تقول مونية. ف. المقيمة في كندا مند ماي 2006 بأنها أصبحت تتردد على الجمعيات بعد ولادة ابنها البالغ أربعة شهور مشيرة إلى أن زوجها يشتغل في فندق و لا يكفي مرتبه لتغطية أدنى حاجيات الأسرة. و تشير الجمعيات الخيرية المسيحية بمونريال بأنها نمون 750 ألف عائلة من بينها 4187 عائلة جزائرية مسجلة و تستفيد من المساعدات الاجتماعية علما بان السلطات الكندية تخصص مساعدات مالية تقدر بحوالي 900 دولار شهريا لكل عاطل يدفعها المجلس الوطني للرخاء الاجتماعي. كما تقوم الجمعيات الخيرية بمنح مؤونات غذائية شهرية لقرابة 000 275 عائلة 40 بالمائة من أصول عربية منها عائلات من الجزائر، المغرب و دول شرق أوروبا و من الدول الإفريقية الناطقة بالفرنسية. وفضلا عن ذلك أسست السلطات الكندية 18 بنكا غذائيا بمقاطعة كيبك في الوقت الذي تقوم فيه جمعيات بتقديم 16 مليون وجبة غذائية مجانية يوميا. هذا و كانت وزارة العمل و التضامن الاجتماعي في الجزائر قد أعلنت بان عملية مساعدة المحتاجين شهر رمضان ستمتد إلى الجزائريين المقيمين في الخارج دون أن تحدد الدول التي ستصلها هذه المعونات الرمضانية . كمال منصاري