طالبت جمعيات دفاع عن حقوق الاجانب وعديد من الشخصيات السياسية والمدنية وزارة الهجرة الكندية تسوية وضعية الجزائري القادر بلعوني، 40 سنة، المتحصن بكنيسة سان غابريال بضاحية سان شارل بمدينة مونريال الكندية منذ أكثر من سنتين. وقد نظمت هذه التنظيمات، منها جمعية مساعدة اللاجئين، وفيدرالية الاشخاص المعاقين بالكيبيك، فضلا عن عديد من كبار الشخصيات من مختلف التشكيلات السياسية لاسيما منها التابعة للحزب الديمقراطي الجديد وكتلة كيبيك، مسيرة بشوارع مونريال انتهت بتجمع في حديقة "فيليب سكوير". وقد ندد المتظاهرون خلال التجمع بعدم تحرك سلطات الهجرة لتسوية وضعية بلعوني المعتصم مدة أكثر من سنتين داخل الكنيسة سانت غابريال بضاحية بوانت شان شارل بمونريال، عاصمة كيبيك. وقد دخل بلعوني - المكفوف والذي يعاني من داء السكري- الكنيسة يوم 1 جانفي 2006 لطلب الحماية من القس جايمس ماكدونالد بعد أن أمرت سلطات الهجرة الشرطة بإلقاء القبض عليه وطرده نحو الولاياتالمتحدة التي دخل منها الى كندا حتى تقوم بالمرحلة الثانية وهي ترحيله الى الجزائر. وقد قامت يوم 1 جانفي الفارط هذه الجمعيات بتنظيم حفل بمناسبة السنة الثانية من اعتصامه داخل الكنيسة. وقد جاء قرار طرد بلعوني من كندا بعد أن استنفذ جميع الإجراءات القانونية والإدارية للحصول على حق الإقامة الدائمة بمقاطعة كيبيك التي قدم إليها سنة 2003 بعد أن مكث سنتين في مقاطعة تورونتو الناطقة بالانجليزية. بلعوني الذي ينحدر من مدينة وهران (غرب الجزائر) فقد البصر وعمره 15 سنة حيث اشتغل في محل عائلي للبقالة. وبعد الانزلاق الامني في الجزائر عقب إلغاء المسار الديمقراطي وتعرضه للتهديد بالموت لما طالبته مجموعة إرهابية بمبلغ مالي ضخم، انتقل سنة 1996 بتأشيرة سياحية الى نيويورك حيث كان يعيش على بيع شرائح الهاتف النقال. وعقب أحداث 11 سبتمبر خاف بلعوني على حياته فانتقل الى كندا عندما شرعت سلطات الهجرة الامريكية في حملة لتسجيل جميع الاجانب المقيمين فيها بصورة غير شرعية. وتم حينها سحب جواز السفر منه ووضعه في قائمة تضم الاشخاص المحتمل تعرضهم للسجن ثم للطرد من البلاد. وتلح الجمعيات المساندة له أن بلعوني يستحق ما يعرف باللجوء الانساني نظرا لوضعيته الصحية والاجتماعية. ويقول القس ماكدونالد الذي نقلت وسائل الاعلام تصريحاته بأن بلعوني يستحق الاقامة في كندا لأن القانون يكفل له حق اللجوء في حين اعتبر توماس مولكير النائب عن الحزب الديمقراطي الجديد وجان لوبير عن كتلة كيبيك بأن طرد رجل مكفوف في هذه الظروف الصحية أمر مرفوض تماما. وتقوم جمعيات مساندة لبلعوني بتجمعات شبه يومية أمام مكتب وزارة الهجرة وذلك للضغط على وزيرة الهجرة ديان فينلي لتسوية وضعيته، كما قاموا في المقابل بفتح لائحة مساندة دولية أمضى عليها آلاف المتعاطفين مع قضيته من بينهم مناصرون من أستراليا ونيوزيلاندا. كمال منصاري