في اللحظة التي تنجح حماتك في استدراجك إلى منطقة النكد، يكون دماغك قد بدأ في الدخول بخطى ثابتة إلى مرحلة من الشيخوخة المبكرة. هذا ما توصل إليه باحثون بريطانيون، حيث أكدوا أن النكد الذي تسببه الحماة هو من بين الأسباب التي تؤدي إلى شيخوخة الدماغ والإصابة بمرض الزهايمر. وحسب تقرير لباحثين في جامعة "ويسكونسن" للطب والصحة العامة في الولاياتالمتحدة، ونشرته صحيفة "تلغراف"البريطانية، فإن الأشخاص البالغين الذين يضطرون إلى معايشة ظروف تسبب لهم الإجهاد المعنوي على غرار" تحمل نكد الحموات" من شأنه أن يزيد من احتمال الإصابة بالخرف. وأشارت الدراسة إلى أن المرور بمثل هذه التجارب الحياتية المجهدة يعرّض الدماغ لشيخوخة تعادل 4 سنوات مرة واحدة. وعلى الكنّة أن تدرك، ووفقا لهذه الدراسة، بأنه كلما تعرضت للضغط النفسي الناتج عن المضايقات المستمرة التي تسببها لها حماتها في كل مرة، أنها ستكون قريبة من منطقة الخطر. وقد يتحول دماغها إلى قطعة من الخشب الجاف لا تؤدي أي دور سوى أنها قد تشتعل ذات يوم عندما تصاب أعصابها بشرارة جرّاء موقف من المواقف الصعبة، فيتسلل دخانها من أنفها وأذنيها!. ومع قسوة هذا التقرير، يترك الباحثون للكنة الباب مواربا للنجاة بدماغها من الشيخوخة والزهايمر والوصول به إلى بر الأمان. ومن الممكن جدا أن تنجح الكنة في هذه المهمة وذلك بعدم أخذ الأمور على محمل الجد والتعامل مع كل لحظات الاستفزاز والنكد التي تسببها أم الزوج أو أسرته بطريقة ساخرة وكوميدية، تجعلها تبتسم أو تضحك "في سرها" من كلامها وتلميحاتها وتقلبات مزاجها. وعلى الكنة أن تقنع نفسها وهي في مهمة إنقاذ دماغها، أن حماتها التي تعتقد أنها مخادعة و"أم أربعة وأربعين"، أنها في الأخير لا تملك غير لسان يعاني من "فرط النشاط" لا يهدأ إلا عندما تخلد إلى النوم. وأنها لو عرفت كيف تتعامل معها وهي في تلك اللحظات التي تمارس فيها "هواية" إرسال القذائف الفارغة عقب كل موقف يستحق أو لا يستحق، ستكون قد كسرت شوكتها وخلصتها من الإحساس القاتل بالندية لها وأنها مجرد صديقة أو ابنتها، وليس كنتها التي استولت على ابنها كما تعتقد.