كشفت دراسة أمريكية حديثة، أن ارتفاع ضغط الدم، وخاصة في منتصف العمر، يزيد مخاطر الإصابة بضعف الإدراك والخرف في المراحل اللاحقة من الحياة. وأوضحت الدراسة التي أجراها باحثون بجمعية القلب الأمريكية، ونشروا نتائجها اليوم الأربعاء، في دورية ( Hypertension)، أن مضاعفات ارتفاع ضغط الدم تشمل أيضًا السكتة الدماغية والنوبات القلبية، وفشل القلب.
ولكشف العلاقة بين ارتفاع ضغط الدم وضعف الإدراك، أجرى باحثو جمعية القلب الأمريكية، استعراضًا للدراسات التي أجريت في هذا الإطار، لكشف تأثيرات ضغط الدم، على مجموعة من أمراض الدماغ ومنها السكتة الدماغية والخرف الوعائي ومرض الزهايمر.
ووجد الباحثون أدلة قوية بين ارتفاع ضغط الدم في منتصف العمر، والتدهور المعرفي والإصابة بالخرف في وقت لاحق من الحياة.
وأرجع فريق البحث السبب في ذلك، إلي أن ارتفاع ضغط الدم يتداخل مع هيكل ووظيفة الأوعية الدموية في الدماغ، ويسبب ضررًا للمادة البيضاء في الدماغ، وهذا يزيد من مخاطر الإصابة بالخرف.
ومرض الخرف هو حالة شديدة جدًا من تأثر العقل بتقدم العمر، وهو مجموعة من الأمراض التي تسبب ضمورًا في الدماغ، ويعتبر الزهايمر، أحد أشكالها، ويؤدي إلي تدهور متواصل في قدرات التفكير ووظائف الدماغ، وفقدان الذاكرة.
ويتطور المرض تدريجياً لفقدان القدرة على القيام بالأعمال اليومية، وعلى التواصل مع المحيط، وقد تتدهور الحالة إلى درجة انعدام الأداء الوظيفي.
ويعتبر الزهايمر أحد أشكال الخرف، ما يعني أن الأخير أكثر شمولا، فالزهايمر تظهر أعراضه على الذاكرة في بداية التقدم في العمر، حيث يواجه الإنسان صعوبة في تذكّر المواقف والأشخاص، ثم تظهر أعراض متقدمة مثل الارتباك والعدوانية والتقلبات المزاجية، وانهيار اللغة وفقدان الذاكرة لمدى طويل، لكن الخرف يشمل أشكال أخرى من تدهور العقل كالجنون التام، أو فقدان القدرة على التعلّم.
وبحسب الدراسة، فإن 46.8 مليون شخص يعانون من الخرف حول العالم، وتشير التقديرات إلى أنه بحلول عام 2050، فإن الخرف سيؤثر على 131.5 مليون شخص على مستوى العالم، 58% منهم يعيشون في البلدان النامية.
وخلص تقرير أصدره معهد الطب النفسي في جامعة "كينجز كوليدج" في لندن، بالتعاون مع الاتحاد الدولي للزهايمر، فى سبتمبر 2014، إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الزهايمر ارتفع بنسبة 22% خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة ليصل إلى 44 مليونًا، وأن العدد سيزداد 3 أضعاف بحلول عام 2050 ليصبح عدد المصابين بالمرض 135 مليونا تقريبا في العالم، بينهم 16 مليونا في أوروبا الغربية.