لا تزال العلاجات المبتكرة المحسّنة لنوعية حياة مريض السكري حلما بعيد المنال للجزائريين الذين يئنون تحت رحمة الأجهزة القديمة التي تعقّد حياتهم وتضاعف آلامهم خاصة ما تعلّق بالوخز والحقن، ففي وقت يتاح هذا العلاج عبر عديد الدول وتضمن السلطات تسويقه وتعويضه، تمتنع الجهات المعنية ببلادنا عن إدخاله وإدراجه ضمن الأجهزة المعوّضة، رغم إضافاته المميزة. وفي هذا السياق وجّهت جمعية مرضى السّكري لولاية الجزائر، على لسان رئيسها فيصل أوحدة، نداء إلى السّلطات المعنية للتدخل العاجل وتوفير علاج كريم ونوعي لمريض السكري وتمكينه من العلاجات الحديثة والمبتكرة التي تحسّن نوعية حياته وتقلّل من متاعبه وآلامه. وطالب فيصل أوحدة في تصريح للشروق، بضرورة التعويض العاجل لمضخة الأنسولين التي يقر مختلف المختصون في وزارة الصّحة والممارسون الطبيون بأهميتها وتحسينها لحالة مريض السكري ونوعية حياته، خاصة الأطفال المصابون بالسكري نوع "1"، بالنظر إلى المعاناة التي يعيشها الأولياء في متابعة ومراقبة أبنائهم المصابين بداء السكري من النوع الأول، بشكل متكرر يوميا لعدّة مرات، ما أثقل الحمل عليهم وجعلهم يتحملون عبءا إضافيا يمكن تفاديه، ناهيك عن تجنيب الطفل المتمدرس الإحراج، كونه يضطر في كل مرّة إلى مغادرة قسمه من أجل قياس نسبة السكري. وأضاف أوحدة "راسلنا عديد الوزراء المتعاقبين على وزارة العمل، ونظّمنا عديد اللقاءات التحسيسية بضرورة التحرك، لكن لا حياة لمن تنادي، لذا نجدّد نداءنا مرة أخرى خاصة بعد الشكاوى المتكررة ودرجة الغضب والاستنكار التي بلغها المرضى". وإضافة إلى هذا طالب أوحّدة بتوفير جهاز قياس نسبة السكر في الدّم من دون وخز "فري ستايل ليبر" لمرضى السكري في الجزائر، حيث يقلّل من الألم عند القياس المتكرر جراء الوخز، لاسيما لدى الأطفال والمسنين. ويقول أوحدة إنّ المرضى يجلبونه حاليا عن طريق "الكابة" أو السّوق السوداء لعدم إمكانية الحصول عليه ببلادنا وهو مكلف جدّا، خاصة مع مستلزماته التي تتطلب التجديد كل 15 يوما. ويتم استعمال جهاز القياس من دون وخز من خلال تركيب السنسر الذي يحتوي على إبرة استشعار في أعلى الذراع وبعدها يمرّر المريض الجهاز فوق السنسر، وتظهر النتيجة على شاشة المقرئ، ويمكن استخدام الجهاز تحت الماء وفوق الملابس، كما يمكن قياس نسبة السكر حتى في حالات النوم وبالتالي تفادي إزعاج المريض في حال الشك بأن النسبة انخفضت أو ارتفعت.