تكبد الجيش الأمريكي في العراق مزيدا من الخسائر الثقيلة ،حيث لقي أربعة عشر "14 " جنديا مصرعهم أمس الأربعاء في تحطم مروحية كانت تقلهم شمال العراق ،وهو أسوأ حادث من حوادث الطائرات التي يتكبدها منذ احتلاله لهذا البلد عام 2003 . واعترف الجيش الأمريكي بالحادث، ولكنه لم يذكر مكان وقوعه بالتحديد و أرجع أسبابه إلى خلل ميكانيكي ،مؤكدا أن الطائرة وهي من طراز "بلاك هوك " كانت تقوم بعملية ليلية . وكانت عشر مروحيات أمريكية قد تحطمت في العراق خلال العام الجاري ،معظمها أسقط بنيران المقاومة العراقية التي يبدو أنها تستخدم تكتيكات عسكرية جديدة .. وبذلك يرتفع إلى 3719 عدد العسکريين الاميرکيين الذين قتلوا منذ الغزو وفقا لحصيلة أعدتها وزارة الدفاع الاميرکية "البنتاغون" ..وفي شمال العراق أيضا ، قتل 15 عراقيا وجرح آخرين غالبيتهم من المدنيين الأربعاء في هجوم انتحاري بشاحنة كبيرة مفخخة الأربعاء استهدف مقرا للشرطة وسط بيجي (220 كلم شمال بغداد.. كما تم العثور على جثث سبعة عسكريين عراقيين قتلوا بالرصاص في منطقة زرباطية القريبة من الحدود الإيرانية جنوب شرق بغداد. وكشف مسؤول في الجيش العراقي أن الجنود قتلوا بالرصاص . وجاءت هذه التطورات بينما يستعد قائد القوات الأميركية في العراق، ديفيد بترايوس لعرض تقريره على الكونغرس والخاص بتقييم الوضع في العراق ،وخاصة حول مدى نجاح جهود وقف العنف الطائفي وإرساء العملية السياسية في هذا البلد . وقد سبق كبار المسؤولين الأمريكيين عرض التقرير المقرر منصف سبتمبر القادم ووجهوا انتقادات حادة لا سابق لها للحكومة العراقية التي يترأسها ،نوري المالكي .ووصف السفير الأمريكي في العراق، رايان كروكر الوضع بأنه "مخيب جدا للآمال " ، وأكد في تصريح صحفي الأربعاء بأن الدعم الأمريكي لحكومة المالكي ليس "شيكا على بياض" .وبدوره الرئيس جورج بوش وجه الثلاثاء انتقادات غير مسبوقة لحكومة المالكي ، وقال أن "الناخبين العراقيين يمكن أن يقرروا استبداله " ، وهو ما رأى فيه البعض تلميحا من بوش بإمكانية سحب دعمه للمالكي ..و من جهة أخرى ، شكك المسؤولون الأمريكيون في إمكانية نجاح المالكي في إنقاذ حكومته من الأزمة السياسية التي تعصف بها منذ أسابيع بعد انسحاب الكتلة السنية منها . وفي هذا الصدد قال السفير الأمريكي في بغداد "سواء التقى القادة السياسيون أو لم يلتقوا، لن يعكس ذلك بشكل مناسب الواقع على الأرض" ،في إشارة إلى اجتماع التحالف الحكومي "أكراد وشيعة " الذي دعا إليه المالكي مؤخرا .. وقد رد المالكي على انتقادات الأمريكيين من دمشق التي زارها لمدة ثلاثة أيام ،حيث قال انه ليس من حق أحد أن يضع جداول زمنية لحدوث تقدم . ويرى العديد من المراقبين أن الهجوم الأمريكي على المالكي يأتي بعد التقارب الذي حدث بين القيادة العراقية ودول سوريا وإيران ، حيث زار المالكي الدولتين مؤخرا . وكانت الإدارة الأمريكية قد انتقدت زيارته إلى طهران وأعربت عن أملها في أن ينقل أي المالكي رسالة قوية غالى القيادة السورية حول دور دمشق في العراق .. ل// ل