تكبد الجيش الأمريكي في العراق خسائر فادحة في صفوفه خلال شهر ماي الماضي في أثقل حصيلة منذ شهر سبتمبر من العام الماضي.ولقي 24 جنديا أمريكيا مصرعهم سواء خلال معارك مسلحة أو حوادث منفصلة أسابيع قليلة قبل انسحاب عناصر المارينز من المدن العراقية المقرر البدء فيها أواخر الشهر الجاري مما يرفع عدد قتلى الجيش الأمريكي في العراق منذ عام 2003 إلى 4306. ولكن ما يميز هذه الحصيلة أن نصف عدد القتلى غير مرتبط بالمواجهات أو المعارك كما جرت العادة وإنما بحوادث منفصلة من ضمنها الانتحار والإحباط النفسي على غرار حادثة مقتل خمسة جنود أمريكيين على يد زميلهم الذي فتح النار ضدهم وحاول الانتحار في احد المصحات بقاعدة عسكرية في العاصمة العراقية بغداد يوم 11 ماي الماضي. وتزامنا مع الكشف على هذه الحصيلة اعترف الجيش الأمريكي في العراق أمس بمقتل اثنين من جنوده في حادثين منفصلين شمال مدينه تكريت شمال مدينة بغداد وذي قار في جنوبها. وأكد الجيش الأمريكي في بيان له أمس أن الجندي الأول توفي متأثرا بجراح أصيب بها في حادث وصفه بغير القتالي في مدينة تكريت في حين قتل الثاني متأثرا بجروح أصيب بها في حادث انقلاب سيارة كانت تنقله في قاعدة "الإمام علي" بمحافظة ذي قار جنوب بغداد. ومقابل الخسائر في الأرواح التي مني بها الجيش الأمريكي أشارت إحصائيات السلطات العراقية إلى تسجيل انخفاض ملحوظ في عدد القتلى المدنيين بمقتل 124 مدنيا وستة جنود و25 عنصرا من أفراد الشرطة العراقية الشهر الماضي في أضعف حصيلة تسجل منذ الغزو الأمريكي للعراق شهر مارس 2003. وتعتبر القوات الأمريكية هدفا مفضلا للمقاومة العراقية وقد انحصرت الهجمات ضدها في الأشهر الأخيرة في العاصمة بغداد ومدينة الموصل التي تعتبرها القيادة الأمريكية والحكومة العراقية آخر معاقل مسلحي تنظيم القاعدة في العراق. ولكن خلال شهر ماي الماضي تعرضت الوحدات الأمريكية المنتشرة في المحافظات الغربيةوالجنوبية والمصنفة ضمن المعاقل السابقة للمقاومة السنية إلى هجمات عديدة خلفت مصرع عددا من عناصر المارنز. وكانت أيضا عرضة للهجمات والعمليات الانتحارية حتى في محافظة البصرة التي غادرتها القوات البريطانية مؤخرا، وحتى المنطقة الخضراء الأكثر تحصينا التي لم تسلم هي الأخرى من هجوم صاروخي تسبب في مقتل أمريكي يعمل لحساب البنتاغون وهو ما لم يحدث منذ أشهر. ويأتي الكشف عن هذه الخسائر في وقت أعلن فيه الجيش الأمريكي انه رغم أهمية الخسائر التي مني بها إلا أن ذلك لن يؤثر على عملية الانسحاب المقرر من المدن العراقية أواخر الشهر الجاري وفقا للاتفاق الأمني الموقع بين بغداد وواشنطن شهر نوفمبر الماضي. وقال الجنرال خيث ولكور المكلف بالتنسيق مع عمليات الجيش الأمريكي أن "القوات المتعددة الجنسية في العراق تلتزم بتطبيق بنود الاتفاقية الأمنية". وأضاف المسؤول العسكري الأمريكي الذي أكد بأن الوضع الأمني لا يزال هشا أنه لا يوجد أي طلب عراقي بنشر قوات قتالية في المدن خاصة الموصل التي تشهد عودة قوية لعمليات المقاومة العراقية.