دخلت الوضعية الهيكلية لمسجد "صلاح الدين الأيوبي" الواقع قبالة كنيسة تبحيرين من بلدية ذراع السمار غربي المدية مرحلة الحرج والخطر الفعليين، وأصبحت قضية انهيار طوابقه الأربعة، إن لم تبادر الجهات المسؤولة والخيرة على حد سواء إلى التدخل، قضية وقت فقط. وتعود تفاصيل هذه الوضعية بهذا المسجد الذي انطلقت به الأشغال منذ سنوات، إلى الوقت الذي فرغ فيه من الأشغال الكبرى وأشغال الخرسانة المسلحة، التي فرغ من صب آخر أمتارها المكعبة في الطابق الأخير، قبل أن تبدأ تصدعات في بعض الأساسات الظاهرة تتجسد على بعض الأجزاء الخرسانية المهمة، والتي لم تفتا توسع وتكبر وترمي بتصدعاتها وتشققاتها على جميع الطوابق، ولم يتوقف الوضع عند التصدعات، بل امتد ليطال أعمدة خرسانية بالطابق السفلي، دخلت آخر مراحل مقاومة ثقل البناية، وبغض النظر عن الأسباب الدراسية أو التقنية، التي أدت إلى هذه الوضعية الكارثية، التي تهدد عددا من المساكن الواقعة قريبا منه، فان آمال الاستدراك والإنقاذ ما زالت قائمة حسب ما أفاد به بعض الخبراء الذين عاينوا وضعية المسجد هذا، شرط أن يجري التصرف بسرعة وفي آجال قريبة وبإشراك خبرات بنائية مؤهلة في ميادين الإسناد والتقوية الهندسية، ولا تتجاوز حسب هذه الخبرات كلفة هذا الإسناد سقف ال3 ملايير سنتيم، وهو مبلغ يعتبر مبلغا سهلا على الجهات المسؤولة أن تخصصه بصفة استعجالية لإنقاذ هذا المشروع الديني الهام وبهذه المنطقة، التي يتطلع سكانها إلى أن تتحول إلى مثل لتعايش الديانتين وللتسامح الديني بين بني البشر. وخارج هذا كله تبقى الجهات المسؤولة ممثلة في مصالح الشؤون الدينية مدعوة إلى التصرف الميداني العاجل، بدل تمثيل الدور الذي لن يراه المواطن بهذه المنطقة المهمة ثقافيا إلا دور المتفرج على انهيار صرح انفق فيه الكثير من الجهد والمال والوقت للانتهاء به إلى ما هو عليه .