نسيم لكحل [email protected] من المسؤول عن احتلال بلد مثل الجزائر المرتبة الأخيرة في ترتيب الدول العربية لعام 2006 من حيث المداخيل السياحية؟، هل المسؤولية يتحملها القائمون على شؤون قطاع السياحة وخاصة الوزراء منهم الذين تعاقبوا على هذا القطاع منذ الإستقلال، أم يتحملها أصحاب القرار الذين يتواجدون في مستويات أعلى من هؤلاء الوزراء المساكين، وهل هناك من ما يزال يعلق هذا الفشل المخجل على مشجب الجماعات المسلحة وتدهور الأوضاع الدامية في البلاد منذ بداية التسعينيات دون النظر إليه كواحد من الأسباب التي لا تغطي على أسباب أخرى حقيقية. عندما يقرأ إخواننا الكوريون والصينيون وحتى الخليجيون أخبارا من هذا النوع فإنهم لن يصدقوا أن الجزائر الغنية والبلد القارة كما يسميه البعض لم يتمكن خلال العام 2006 من الحصول على أكثر من 120 مليون دولار كعائدات سياحية، وهي قيمة قد يصرفها رجل أعمال خليجي أو أوروبي في ليلة واحدة وفي مكان واحد وبمجرد كلمة واحدة (!). من العار فعلا أن تصل البلاد إلى هذه الدرجة من الهوان، ومن العار كذلك أن تمر هذه الأرقام والإحصائيات مرور الكرام على مأدبة اللئام بالنسبة للمسؤولين عن هذا الوضع أو الذين أوكلت لهم مهمة النهوض بالقطاع السياحي في بلاد لها من المؤهلات المادية والمعنوية والطبيعية الإلهية ما يؤهلها أن تكون القطب السياحي رقم واحد في العالم، وأنا لا أستبعد أن المعنيين لا يملكون أرقاما حقيقية عن المداخيل السياحية للجزائر التي تجعلهم يفكرون بجد في النهوض بهذا القطاع، وكل شيء ممكن في بلد مثل الجزائر. عندما يستغرب أحد رجال الأعمال الإماراتيين من امتلاك الجزائر لفندق من خمسة نجوم خلال سنوات السبعينيات لما كانت بلاده صحراء قاحلة، فإنه في الحقيقة يبكي على واقع بلد عظيم وشعب عظيم أصابه داء عظيم تركه في أسفل السافلين، بتواطؤ من المتواطئين الذين جعلوا بلد المليون والنصف المليون شهيد يقتات على دريهمات معدودة يصرفها المغتربون صيفا في السوق الموازية لأن دولتهم عجزت عن توفير فنادق أو مرافق سياحية ملائمة يحجون إليها هم وغيرهم من باقي السواح الأجانب، الذين لم يجد بعضهم في الجزائر سوى مكانا مفضلا لنهب الآثار تحت غطاء السياحة التي كشفت إحصائيات المنتدى الإقتصادي العالمي الأخيرة أنها لا توجد أصلا !.