نسيم لكحل [email protected] في كل سنة يطل علينا منتدى رؤساء المؤسسات بمطلب تغيير العطلة الأسبوعية بدعوى أنها كارثة على الإقتصاد الوطني أو أنها من علامات القيامة الإقتصادية والسياسية في الجزائر، وفي كل سنة كذلك نجد أنفسنا مضطرين لنقولها للمرة الألف أن هذا الموضوع ليس أبدا أولى الأوليات في مسعى النهوض بالإقتصاد الوطني الذي ما زالت تعترضه أمور كثيرة وكبيرة وربما حتى معوقات أتفه من عطلة يومي الخميس والجمعة. أليس من العيب على منتدى رؤساء المؤسسات إثارة هذا الموضوع كل سنة بمناسبة أو بدون مناسبة وآلة السكانير لا تعمل جيدا في موانئ الجزائر أو أنها لا توجد إطلاقا في موانئ أخرى.. أليس من العيب النظر إلى موضوع العطلة الأسبوعية على أساس أنه أولوية قصوى والأموال ما زالت تنهب بالملايير من البنوك الجزائرية.. أليس من العيب مثل هذه المسرحيات ورئيس الجمهورية شخصيا اعترف بأنه ليس قادرا حتى على الإلتقاء بالولاة فما بالك بالمواطن المغبون.. أليس من قبيل العيب الكبير أن يخرج علينا هذا المنتدى المحترم بلبّ ما وصل إليه تفكيره والكثير من أشباه المسؤولين في هذا البلد ما زالوا يطمعون حتى في مزاحمة فقراء بلدهم في منحة التمدرس أو قفة رمضان.. أليس هذا عيبا أم أن خبراء المنتدى المحترمين لا يعرفون هذا البلد حق المعرفة أو أنهم جاهلون بحقيقة الأزمة التي تعيشها البلاد في شتى الميادين الإقتصادية والسياسية والثقافية وغيرها، وهذا هو التفسير الوحيد لمطلبهم السنوي بتغيير العطلة الأسبوعية. مثل هذه الخرجات "الإعلامية" تجعلنا نشكك في قدرة هذا المنتدى وقدرة المؤسسات الإقتصادية على تقديم الحلول الناجعة لكل المشكلات المطروحة ما داموا لا يعرفون مكمن الداء فأين لهم بالدواء (؟!).. مشكلة الجزائر يا سادتنا ليست أبدا في العطلة الأسبوعية هل نتركها يومي الخميس والجمعة أم نغيرها إلى السبت والأحد اقتداء بسادتنا الفعليين (!) أم نجعلها مختلطة يومي الجمعة والسبت مثلما اقترحتم علينا هذه السنة في انتظار اقتراح السنة القادمة، بل مشكلتنا الكبرى هي في العطلة اليومية التي تعيشها مختلف القطاعات الجزائرية التي أصبحت هياكل بلا روح، ومشكلتنا مع العطلة التي ركنت إليها العقول الجزائرية على الأقل منذ 20 سنة خلت بزعم محاربة الإرهاب، فلم تعد طوال هذه المدة قادرة على تشخيص الداء أو صنع الدواء، والدليل أن الوضع الإقتصادي لم يتغير، ومن يدعي العكس نسأله: هل استطاعت الجزائر التخلص، من تبعيتها لأسعار النفط التي ما زالت تشكل 99 بالمائة من مداخيل البلاد من العملة الصعبة؟ وإذا كان الجواب نعم، فمرحبا بتغيير العطلة الأسبوعية.. اليوم قبل الغد !.