يبدأ حزب العمال الكردستاني، الأربعاء، سحب مقاتليه من تركيا إلى قواعدهم الخلفية في شمال العراق وهي عملية تندرج في إطار عملية سلام إلا أنها تبدو شديدة الحساسية. وأكد الجناح العسكري للحزب المسلح الثلاثاء بدء سحب مقاتليه من تركيا كما أعلن سابقا محذرا أنقرة من أي "استفزاز" قد يفشل العملية. وأفاد الجناح المسلح في بيان نقلته وكالة فرات المناصرة للأكراد: "بعد النداء الذي وجهته قيادتنا واستنادا إلى القرار الذي اتخذته قيادة (الحزب) سيعمل مقاتلونا على بدء عملية الانسحاب اعتبارا من 8 مايو"، كما ناشد المسئولين الأتراك الامتناع عن أي عمل قد يحول دون تنفيذ الانسحاب. وتابع حزب العمال الكردستاني أن "عمليات الاستطلاع المستمرة للطائرات بلا طيار تؤخر عملية الانسحاب" مضيفا إن تحرك القوات المسلحة في جنوب شرق الأناضول، ساحة نشاط الحزب، "لا تؤثر على الانسحاب فحسب بل تمهد الأرض لاستفزازات ومواجهات". مع كل ذلك ينتظر أن تصل طلائع مجموعات المتمردين "في غضون أسبوع" إلى قواعدها في شمال العراق حيث يوجد للحزب العمال الكردستاني معسكرات محصنة بحسب النص. كما أكد الحزب انه سيحترم التزامه الانسحاب من الأراضي التركية طالما لم يتعرض لهجوم من القوات التركية المسلحة. وفي السابق استغل الجيش التركي فترات هدنة أعلنها الحزب من طرف واحد لإلحاق خسائر كبيرة بقواته. لكن هذه المرة كل شيء يبدو مختلفا. وقدم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ضمانات بهذا الخصوص. ويقدر عدد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في تركيا بحوالي ألفي مقاتل يضاف إليهم 2500 في القواعد الخلفية في شمال العراق.