هدد الرئيس التركي، عبد الله غول، برد ''عظيم'' على الهجمات الإرهابية التي استهدفت قوات الجيش التركي نفذها متمرّدو حزب العمل الكردستاني، ليلة أول أمس، وراح ضحيتها 24 جنديا وجرح 18 آخرون، فيما قامت قوات تركية بتوغل داخل الأراضي العراقية لملاحقة المنفذين، هذا التوغل دفع حزب العمال إلى توعّد القوات التركية بتنفيذ هجمات أكبر إذا ما تجاوزت الحدود في ملاحقتها لأفراده. عقدت قمة أمنية، أمس، شارك فيها كل أركان الدولة التركية، للنظر في الهجمات التي نفذها حزب العمال التركي، والتي تعد الأكبر من نوعها بعد هجمات 1993 والتي خلفت مقتل 32 جنديا، وكان أردوغان قد ألغى زيارته الرسمية إلى كازاخستان التي كانت مقررة أمس، كما ألغى وزير الخارجية أحمد داود أوغلو زيارة رسمية مقررة له أمس أيضا إلى جمهورية صربيا. وأكد عبد الله غول، قبيل انعقاد القمة الأمنية، أن بلاده ستنفذ ما وصفه بانتقام عظيم من الذين نفذوا الاعتداءات في منطقتي شوكورجا ويوشيكوفا في إقليم هكاري. وأكد غول أن ''تركيا ستستمر في قتالها ضد الإرهاب بتصميم حتى النهاية''، مشددا على أن ''الذين سببوا لنا هذا الألم، سيعانون بالمقدار نفسه''. وتابع غول قائلا إن ''أولئك الذين يعتقدون أن بإمكانهم هز الدولة التركية بهذا الشكل سيرون أن انتقامنا لهذه الهجمات سيكون عظيماً، وبأنهم لن يتمكنوا في النهاية من شن حرب ضد الدولة التركية''، مؤكدا أن ''من يساعدون هؤلاء يجب أن يتعلموا الدرس وأن يتحمّلوا عواقب ذلك''. واستهدفت الهجمات التي نفذها عناصر حزب العمال وشارك فيها ما بين مائة ومائتي مسلح، وفقا لمصادر أمنية تركية، ثمانية مواقع للجيش والشرطة في إقليم هكاري قرب الحدود مع العراق. وكرد فعل على هجمات المتمردين، أعلن في تركيا أمس أنه قد تم القضاء على 15 مسلحا من حزب العمال الكردستاني في مستهل عمليات برية وجوية استهدفت معاقل للحزب في شمال العراق. وشنت المقاتلات التركية، أمس، غارات ضد معاقل للمتمردين الأكراد في شمال العراق، وذكرت مصادر أمنية أن المقاتلات التركية قصفت خصوصا منطقة جبال قنديل، التي تعد القاعدة الخلفية الأساسية لمقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. وذكرت وكالة فرات الكردية للأنباء أن بضع مئات من الجنود الأتراك دخلوا شمال العراق لتعقب مقاتلي حزب العمال الكردساني الذين قتلوا الجنود الأتراك. وتتحدث السلطات التركية عن وجود نحو ألفي متمرد من حزب العمال الكردستاني يتحصنون في شمال العراق، حيث يتسللون منه إلى الأراضي التركية لشن هجمات. وهدد حزب العمال الكردستاني الذي يتخذ من شمال العراق معقلا له، أمس، بتوجيه ''ضربات أكبر'' للقوات التركية إذا حاولت التوغل شمال العراق، لملاحقة عناصره. وقال الناطق باسم الحزب أحمد دانس إن ''ما تعرض له الجيش التركي في منطقة هكاري كان بمثابة حفل استقبال له عندما حاول التوغل إلى شمال العراق لملاحقة عناصر حزبنا''. وهدد دنس بتوجيه ''ضربات أكبر'' إن حاول الجيش التركي القيام بعمليات عسكرية خارج الحدود التركية. وكان قد أعلن متمرّدو حزب العمال الكردستاني من خلال موقع يستخدمونه على الأنترنت مسؤوليتهم عن الهجمات وأضافوا أن 100 من قوات الأمن قتلوا. وهو رقم أكبر بكثير مما أعلنت عنه تركيا والذي حددته في 24 قتيلا. وذكر حزب العمال الكردستاني أن خمسة من مقاتليه لقوا حتفهم في الاشتباكات التي أعقبتها غارات جوية تركية على منطقة زاب بشمال العراق، حيث توجد قواعد للحزب. ولقي الاعتداء الإرهابي الذي استهدف الجيش التركي تنديدا من قبل العديد من الدول، لكن تركيا استدعت سفير الاتحاد الأوروبي لديها وأبلغته قلقها وانتقادها من تساهل العديد من الدول الأوروبية مع جماعة حزب العمال الكردستاني الذي يهدد أمن تركيا.