يواجه سكان حي العيايدة الواقع في مدخل بلدية الشهيد حساني عبد الكريم بالوادي، والبالغ عددهم حوالي 1500 نسمة مشاكل بالجملة نغصّت معيشتهم وحوّلتها إلى جحيم لا يطاق تمس مختلف مناحي الحياة اليومية، حسب تصريحات متطابقة لسكان التقتهم الشروق بالحي. وفي مقدمة الانشغالات تكاثر العقارب وتزايد حالات اللسع العقربي، إذ سجلت عدة حالات إصابة هذه الأيام، والأسباب التي أدت إلى الانتشار المذهل لهذه الحشرة القاتلة هو وجود بقايا الأتربة وهبوب الرياح وغياب المبيدات. كما يطالب قاطنو الحي من السلطات المحلية التدخل العاجل لوضع حد لمعاناتهم اليومية مع مشكل قنوات الصرف الصحي، إذ لا يزال هؤلاء يعتمدون على الحفر التقليدية للتخلص من فضلاتهم، في ظل الغياب التام لقنوات الصرف الصحي، مما أدخلهم في متاعب يومية مع الاستنجاد الحتمي بالحفر التقليدية التي أدت إلى تراكم المياه القذرة، وهو ما ينذر بالإصابة بمختلف الأمراض والأوبئة التي تهدد صحتهم جراء الانتشار الواسع لمياه الصرف الصحي التي تطفو على السطح، ناهيك عن الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف. وقد ازدادت وضعية السكان تعقيدا خلال الأيام الأخيرة، وذلك بفعل ارتفاع درجات الحرارة وظهور أولى أسراب "الناموس" التي كثيرا ما تجد في مثل هذه الوضعيات فرصتها للتكاثر، وضع جعل سكان الحي يدقون ناقوس الخطر، مطالبين بإنتشالهم من الوضع البيئي الكارثي وتجديد قنوات صرف المياه القذرة وإنهاء معاناتهم التي طال أمدها. كما يشتكي سكان الحي من تأخر الإفراج عن حصص الاستفادة من البناء الهش رغم إيداع ملفاتهم منذ مدة طويلة، علما أن هؤلاء يقطنون في سكنات آيلة للانهيار في أي لحظة فوق رؤوسهم. وفي حديث للأهالي بنبرة تملؤها الحسرة عن وضعيتهم الحالية، أكدوا أن الجهات المعنية تتماطل في توزيع حصص البناء الهش، رغم أن الكثيرين قاموا بإيداع ملفاتهم منذ مدة طويلة لحصولهم على سكنات تليق بهم، إلا أن حلمهم للأسف أضحى من الخيال -حسب تعبيرهم- والأدهى والأمر أن غالبية السكان يقطنون تحت أسقف متشققة وجدران مهترئة لا تصلح للعيش ولا تقيهم من قسوة البرد أو شدة الحر. كما يعاني الحي من مشاكل أخرى منها اهتراء الطرقات ما أدى إلى معاناة المواطنين، حيث تسببت سياسة الصمت لدى المسؤولين في تعقيد وضعيتهم، خاصة وأن المنطقة لم تستفد من مخططات تنموية، بحيث يبقى السكان بحاجة ماسة إلى مرافق ضرورية مثل قاعة علاج وشبكة غاز المدينة. من جهة أخرى عبّر سكان الحي عن استيائهم وتذمّرهم جراء تجاهل السلطات المحلية والولائية لمشكل الإنارة العمومية، بالرغم من ارتباط هذه الأخيرة بأمن وسلامة المواطن وممتلكاته، كما أكد بعض السكان أن الظلام الدامس لا يزال يخيّم على العديد من شوارع الحي، وأن التدخل الدوري لمصالح البلدية من أجل الصيانة وتغيير المصابيح بات عملا ترقيعيا في الكثير من الأحيان، تقوم به تلك المصالح ويحسب على المواطن خدمة مكتملة، ذلك أن تلك المصابيح لا تكاد تفي بالغرض ليوم واحد لتعود المعاناة من جديد مع حلول الظلام. سكان الحي وأمام هذه الوضعية يناشدون السلطات المحلية والولائية التكفل بملف الإنارة العمومية تكفلا جيدا قبل حدوث ما لا يحمد عقباه في ظل تزايد الاعتداءات على المواطنين وممتلكاتهم.