يعاني حي "سيدي الحاج يحيى" التابع إداريا لبلدية المنيعة، من تخلف تنموي فاضح أثر سلبا على حياة العشرات من الأسر التي تقطنه، ولم تشفع للحي مكانته الدينية المتميزة في النفوس كونه يضم قبة وضريح الولي الصالح "سيدي الحاج يحيى"، وقبة الولي الصالح "سيدي الشيخ". ومن أوجه التخلف التنموي التي لا تخطئها عين أحد، هي الحالة المزرية لسكنات الحي الطوبية التي أغلبها هش ولا تحفظ للإنسان كرامته، مما يتطلب تدعيم الحي بمختلف المساعدات الممنوحة من طرف الدولة في هذا المجال، مثل تخصيص حصة معتبرة للأسر المعوزة في إطار السكن الريفي أو الإيجاري، أو تقديم إعانات للبناء. من جهتها، الطرق التي تعتبر شريانا هاما، تظل تعاني، خصوصا وضعية الطريق الرئيسية المؤدية للابتدائية الوحيدة، إلى جانب عدم تسوية الممرات التي تربط مختلف أنحاء الحي، وهو ما يجعلها تتحوّل إلى برك من الأوحال عند تساقط الأمطار. أما عن غياب الإنارة العمومية، فحدث ولا حرج، فالحي الذي به 30 عمودا كهربائيا يفتقر جميعها للمصابيح للحد من حوادث المرور المميتة والسرقة وتفادي السقوط في الحفر والخنادق، وتجنب لسعات العقارب القاتلة. أما عن جانب الربط بمختلف الشبكات، فالحي به عدة شوارع لم يتم ربطها بقنوات الصرف الصحي، ما يؤدي إلى تصريف المياه القذرة في الخندق الرئيسي، رغم تبعاته السلبية على الصحة والبيئة. وعلى ذكر الخنادق، نشير إلى أن الخندق المحاذي للحي تنبعث منه روائح كريهة، كما أنه أضحى بؤرة لتكاثر مختلف الحشرات الطائرة والزاحفة كالبعوض والعقارب والأفاعي، الأمر الذي يستوجب تنقيته بشكل دوري ورشه بالمبيدات الفعالة، وفي الوقت المناسب، حتى لا ينغص على السكان عيشهم، خصوصا في فصل الصيف، مع العلم أن المشكل يتضاعف مع وجود مساحات كبيرة جانبية تغطيها الأوساخ والنفايات المنزلية التي تراكمت دون أن تجد حلا لها، ولو بتسخير شاحنة النظافة البلدية،والتي يبقى عملها مقتصرا على رفع النفايات الخاصة بالابتدائية فقط. من جهته، الربط بشبكة الماء الصالح للشرب يظل دون سقف توقعات السكان، كون الحي يقع في مرتفع، مما يجعل تدفق الماء ضعيفا، وهو ما يحتم على السكان استعمال المضخات الشخصية، ليبقى الأمل معقودا على أحد المشاريع التي ستنجز قريبا، ويتعلق ببناء خزان للمياه بالقرب من التجمعات السكانية للحي. ولأن الصحة عنصر لا يمكن التغاضي عنه، فالحي يناشد المسؤولين لاستغلال العيادة التي أنجزت منذ سنة 1994 بداخله، والتي تعاني من الإهمال الشديد، في وقت تزداد المطالب للتكفل بالجانب الصحي الذي يرهق السكان ويجبرهم على التنقل للمؤسسة الاستشفائية العمومية "العقيد محمد شعباني"، قاطعين مسافة معتبرة. أما شباب الحي، فمطالبهم عديدة أبسطها استفادة المنطقة من ملعب جواري، على غرار مختلف أحياء بلدية المنيعة، خصوصا أن المساحة لبنائه موجودة.