هي لوحات فنية وتحف إبداعية مزجت بين حضارة التاريخ وإبداعات العصر الجديد، أبدعتها أنامل الفنانة التشكيلية الجزائرية "رديزة زليخة" المختصة في السيراميك العصري، والتي التقتها "الشروق" في قصر رياس البحر "حصن 23 " في الجزائر العاصمة وكانت من بين المشاركات في المهرجان الوطني لإبداعات المرأة التي جرت فعالياته من 06 حتى 13 جوان الجاري تحت شعار"أرضي... حرية إبداعي". الفنانة "زليخة" قدمت في هذا المهرجان مجموعة من التحف العصرية الخاصة بالديكور "مصابيح، حاملات شموع، لوحات فنية، نافورة عصرية على شكل جرة.." والتي صممت تحفها بالسيراميك وأخذت أشكالها من عبق التاريخ الجزائري، وطورتها لتتماشى والموضة العصرية لتكون تحفة تمزج بين الأصالة والمعاصرة، والتي طورتها "زليخة" عن طريق أبحاثها في مجال السيراميك، حيث تعتبر أول مختصة في السيراميك العصري والتي تخرجت في المدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر، لتبدأ مشوارها من خلال التدريس في ذات المدرسة لتعلّم الطلبة فن السيراميك، ثم قررت التفرغ لأبحاثها في مجال التصاميم، حيث تقاسم صديقة لها العمل في هذا المجال في بيت التحف بباب الوادي. وتقول "زوليخة" إنها تستخدم في تصاميمها، إضافة للطين الجزائري المحلي، عجينة خاصة اخترعتها عن طريق البحث والدراسة، وحتى بالنسبة للألوان التي تستخدمها في تصاميمها فهي مزيجٌ بين الألوان الطبيعية والمصنَّعة التي تجلبها من الخارج، وتقول "من خلال تصاميمي ودراساتي.. أحاول أن أغير النظرة للسيراميك فالجزائريون يعرفونه فقط في الأواني المنزلية، لكنني أطمح أن أدخل السيراميك إلى الديكور وبأنامل جزائرية وأفكار عصرية مطورة" وتضيف "الحمد لله أنني استطعت أن أمثل الجزائر في المحافل الدولية كفنانة مختصة في السيراميك في عدد من الدول الأوروبية وحتى في الخليج، حيث عرَّفت بالتقاليد الجزائرية بشكل عصري ومختلف". وأشارت زليخة إلى أنها تحاول في كل التصاميم التي أنجزتها المزج بين كل ما هو تقليدي وعصري، حيث صممت جرّة وهي معروفة على أنها تراثٌ تقليدي قبائلي، ونحتتها بالسيراميك بشكل عصري لتستخدم في الديكور، "فوارة" تخرج منها المياه وهذا بعد توصيلها بالكهرباء، ولونها خليط من الألوان التي ابتكرتها بعد أبحاث معمَّقة، ومن الأشياء التي قامت بتطويرها هذه الفنانة مصباح منزلي على شكل "جرة" حيث استخدمت فيه مزيجاً من الجلد الطبيعي بلونين الأسود والبني وكذا الطين الطبيعي.