في سابقة أولى تحولت مدينة بني تامو في البليدة إلى مسرح لعملية اختطاف الصغير "عبد الرؤوف" صاحب العامين وبضعة أشهر، ذهب رفقة شقيقته التي تكبره قليلا ووالديه لزيارة أهل الوالدة التي لم تكن تعلم بأن قد،مهم سيتحول إلى كابوس كاد أن يودي بحياة وليدها، ولم تكن تدري بأن بطل ملحمة الاختطاف هو شقيقها الذي يصغرها ب 08 سنوات وهو الجامعي والمتمرس في الإعلام الآلي من أجل الحصول على المال من زوجها الثري المنحدر من مدينة تيزي وزو، بل ولم يخطر ببالها أن يدعي شقيقها انتماءه لتنظيم إرهابي حديث النشأة والذكر في الجزائر وبلدان المغرب العربي. القصة والتي أبدى فيها المحققون من رجال الدرك التابعين لفصيلة الأبحاث بالبليدة احترافية كبيرة وسرعة في فك لغز الجريمة في ظرف لم يتعد ال 06 ساعات، حيث تفيد المعلومات الأمنية أنه بتاريخ 11 سبتمبر الجاري تقدم والد الضحية (متزوج حديثا) بشكوى لدى مصالح الدرك يقول بشأنها أنه تلقى مكالمة هاتفية من مجهولين يوم الاثنين ال 10 من الشهر الجاري عرفوا أنفسهم بأنهم مجندون بالتنظيم الإرهابي العالمي التابع لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وانهم تمكنوا من اختطاف ابنه "عبد الرؤوف" وعليه التزام الصمت وعدم التبليغ إلى أن يعاودوا الاتصال به في اليوم الموالي لإعلامه بما يجب أن يقوم به، وانتهت المكالمة يقول الوالد، حيث قال بأن المتصلين خاطبوه بلغة عربية سليمة وبصوت حاد فيه تفخيم في النطق بالحروف ولم يكن ليعرف أو يشك في المتصل بتاتا، وقبل هذه الوقائع كانت عائلة جد الضحية عبد الرؤوف ببني تامو بحي الزاوية الشعبي تستضيف ابنتهم التي خيرها القدر أن يكون أهل زوجها من مدينة تيزي وزو مشغولين في صبيحة الاثنين بترتيب البيت، فيما كانت والدة الضحية تقاسمهم العمل وصغيرها يلهو داخل المنزل لوحده، لكن الأم تنبهت لسكون وصمت صغيرها لتكتشف أنه غير موجود، وتحول الجميع إلى باحثين عنه، لكن دون جدوى، حيث تم اخطار أفراد الدرك للمدينة على خلفية ضياع الصغير. عناصر الدرك وعلى اثر الشكوى المرفوعة لديهم قاموا بتحرياتهم والتي اوصلتهم الى الشك في الخال (20 سنة) الذي غادر المنزل في صبيحة الثلاثاء الماضي باكرا في حدود الساعة ال 06 و النصف، حيث توسعت دائرة الشك والتي انتهى عندها المحققون إلى صديق الخال الحميم الذي أنكر في الأول كل واقعة وجهله بالموضوع كاملا سوى غياب الخال للبحث عن ابن شقيقته، لكن سجل مكالمات هاتفه والإلحاح في السؤال جعلتاه يعترف بالجريمة، حيث استعمله المحققون كطعم أوقع بالخال الفاعل والذي قبض عليه مساء أول أمس متلبسا وهو يحمل الضحية المختطف في سيارة قادما من ولاية المدية، أين كان يخبئ الصغير عند أحد معارف الشريك الأول، والسيارة تبين أنهما استأجراها باسم شريك ثالث من البليدة بمبلغ 4 ملايين ونصف واقترضا مبلغ كراء السيارة من شريك رابع مقابل ارجاعه بالفائدة، فيما اكتشف المحققون أن شريكا خامسا تواطأ في القضية ولم يكن سوي الخال الثاني الذي كان يعلم بالعملية، ولكنه لم يبلغ عنهما، كما انتهى رجال الدرك الى اكتشاف صاحب الشريحة الهاتفية. هذا وأشارت المعلومات الأمنية أن الجناة الذين لايزال التحقيق جاريا معهم أقدموا على ارتكاب جرم الإختطاف للحصول على مبلغ ال 500 مليون سنتيم، وأن ادعاءهم الإنتماء لتنظيم إرهابي كان بنية التخويف ويقينهم في الحصول على الفدية لاعتقادهم أن جل عمليات الإختطاف كان ضحاياها من مدينة تيزي وزو في الجزائر. ف. هارون