اصطدم التحول السياسي في مصر بعد إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي بأول عقبة بعد اعتراض إسلاميين على اختيار السياسي الليبرالي محمد البرادعي ليكون رئيس وزراء مؤقت للبلاد. وأكدت عدة مصادر ووسائل الإعلام الرسمية يوم السبت ترشيح البرادعي ولكن متحدثا رئاسيا قال للصحفيين قبيل منتصف الليل انه لم يتم في الواقع اختيار رئيس الوزراء. وجاء هذا التحول المفاجئ وسط اعتراض على ترشيح البرادعي من قبل حزب النور ثاني اكبر قوة إسلامية في مصر بعد جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي مما يسلط الضوء على التحدي الذي يواجه الجيش في العثور على إجماع بين الليبراليين والمحافظين على الشخص الذي يجب ان يدير البلاد. قال متحدث باسم رئاسة الجمهورية في مصر ان بإمكان الإخوان المسلمين المشاركة في الانتخابات الجديدة. وقال المتحدث للصحفيين "نحن نمد أيدينا للجميع والجميع جزء من الوطن والرئاسة حريصة تماما على الدمج السياسي ونمد أيدينا لجماعة الإخوان المسلمين وأؤكد ان الرئاسة منفتحة للجميع وليست في خصومة مع اي تيار إسلامي . جماعة الإخوان لديها فرصة كبيرة كغيرها في المستقبل للدخول في جميع الانتخابات بما فيها الانتخابات الرئاسية القادمة او بعد القادمة او طيلة الوقت المفتوح". وبعد دقائق من تحدثه ذكرت وسائل الإعلام الرسمية ان النائب العام امر بحبس أربعة من زعماء الإخوان 15 يوما أخرى بتهمة التحريض على العنف ضد المحتجين. ومن هؤلاء الأربعة سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان. وقالت جماعة الإخوان انه ليس لها علاقة بخطط الجيش لتشكيل حكومة مؤقتة جديدة. وترى انه يجب إعادة مرسي لمنصبه وتعهدت بمواصلة الاحتجاج حتى تحقيق ذلك. ولكن حزب النور وافق على الخطة الانتقالية التي يدعمها الجيش والتي تؤدي لإجراء انتخابات جديدة. وقد يؤدي انسحابه من هذه العملية الى تجريدها من دعم اسلامي مهم. وفي أعقاب رفض حزب النور أجلت الإدارة المؤقتة التي يرأسها المستشار عدلي منصور تعيين رئيس الوزراء الجديد. ودعت جماعة الإخوان الى يوم اخر من الاحتجاج يوم الأحد مما يعني ان الهدوء النسبي الذي ساد البلاد أمس السبت قد يتضح انه ليس سوى هدوء مؤقت. ووقعت مظاهرات ضخمة في 30 جوان للضغط على مرسي للاستقالة وسط غضب متزايد من الركود الاقتصادي وتصور بين كثيرين بان جماعة الإخوان تسعى للسيطرة على كل أركان الدولة وهو اتهام نفته بشدة. وندد الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم السبت بالعنف في مصر وقال إن الولاياتالمتحدة لا تعمل مع أي حزب أو جماعة سياسية معينة في مصر. ولم تدن الولاياتالمتحدة ما قام به الجيش أو تصفه بأنه انقلاب عسكري مما أثار شكوكا داخل جماعة الإخوان بأن الولاياتالمتحدة تؤيد ضمنيا الإطاحة بأول رئيس منتخب لمصر بشكل حر. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ان وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل تحدث ثلاث مرات مع نظيره المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي يومي الجمعة والسبت مشددا على الحاجة إلى "تحول مدني سلمي في مصر". وقال جورج ليتل المتحدث باسم البنتاجون "أشار أيضا إلى أهمية الأمن للشعب المصري وجيران مصر والمنطقة" دون تحديد رد فعل السيسي.