"القاعدة" تستغل القصر وحديثي العهد بالعمل المسلح في العمليات الانتحارية كشفت مصادر متطابقة أن التحريات التي تقوم بها أجهزة الأمن أفضت إلى تحديد هوية الانتحاري الذي حاول اغتيال عمال شركة "رازال" الفرنسية المختصة في بناء السدود صباح الجمعة بمنطقة بن عروسة بين القادرية ومعالة بولاية البويرة. ويتعلق الأمر بحسب المعلومات الأولية التي سيتم تأكيدها اليوم من خلال تحاليل الحمض النووي "أي.دي.أن" بالمدعو مروشي كمال المولود سنة 1976 والمقيم بمنطقة تسالة العامر بدائرة دلس ولاية بومرداس والذي تبين أن تكوين في قيادة السيارات كان محدود وقد فجرت سيارته قبل الارتطام بسيارة العمال الأجانب. وكان تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" قد أعلن في بيان بث مساء الجمعة، تسلمت "الشروق اليومي" نسخة منه، عن تبينه هذا الاعتداء وأطلق تسمية "عثمان أبو جعفر" على الانتحاري الذي نفذ الاعتداء والذي أودى بحياته دون أن يخلف الحادث أي قتلى في موكب الضحايا من العمال الأجانب أو الدركيين. وحسب المعلومات الأولية فإن مروشي كمال كان قد التحق بصفوف التنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"في خلال السنة الجارية بمعنى أن هذا الانتحاري حديث العهد بالتنظيمات المسلحة على غرار باقي الانتحاريين الذين استخدمتهم "القاعدة" وهو ما يعني أن قيادات التنظيم المسلح تفضل استغلال القصر أو الشباب حديثي العهد بالعمل المسلح ضمن قافلة الأشخاص الذين تستخدمهم في العمليات الانتحارية. وقال محللون أن موقع تنفيذ الاعتداء الانتحاري يكشف نجاعة الخطة التي تبنتها أجهزة ضد "القاعدة" لمحاصرة نشاط الانتحاريين حيث تمت العملية تقريبا في منطقة جبلية وهو ما يعني أن مجال نشاط هؤلاء قد تقلص بشكل محدود منذ تفجيرات "الأربعاء الأسود" في 11 أفريل الماضي ولم تعد تخرج من مثلث الأخضرية ودلس وهي مناطق النفوذ حاليا على قيادة التنظيم المسلح بعد تراجع دور أبو مصعب عبد الودود في صناعة القرار ضمن التنظيم المسلح وكان تنظيم "القاعدة" قد أصدر بيان تبنى في الاعتداء وجاء فيه أن الانتحاري قاد سيارة من نوع مازدا مملوءة بأكثر من 250 كلغ من المتفجرات وانطلق بها ليستهدف السيارة التي كانت تنقل العمال الأجانب الذين يعملون في مشروع بناء أكبر سد بمنطقة الحمام وهي سيارة من نوع تويوتا حسب بيان "القاعدة". وإن كان البيان قد تحدث عن مقتل ثلاثة عمال أجانب فإن الوقائع تخالف ذلك حيث لم تكن إصابات الفرنسيين بليغة وحتى الرعية الإيطالي الذي أصيب بجروح خفيفة كان يعاني من المرض قبل الحادث ولكن حياته تبقى بعيدة عن الخطر وهو نفس وضع باقي الأشخاص الذين استهدفهم الانتحاري بسيارته المفخخة. أنيس رحماني