تتسارع الاتصالات الدولية السرية منها والعلنية باتجاه الضغط لانعقاد مؤتمر جنيف 2 الخاص بالوضع السوري مع تزايد وتيرة الأحداث الأمنية على الأرض بين النظام والثوار على اختلاف فصائلهم، يتجلى بشكل واضح ان سوريا صارت مقسمة بين أنظمة حكم مختلفة، فالنظام المركزي الذي يمثله بشار الأسد لم يعد قادرا على التحكم في الدولة، ومع هذا الوضع، تسيطر فصائل مسلحة، باختلاف اديولوجياتها، كل في جهة، وتفرض الأحكام التي تحلو لها. وتشير مصادر إعلامية عربية، ان فشل انعقاد المؤتمر العتيد يعني عودة البحث في تقسيم سوريا على اعتبار أنه لا النظام قادر على حسم المعركة ولا الثوار أيضاً في ظل الاصطفاف الدولي مع هذا الفريق أو الآخر، واعتبار هزيمة أي طرف خطاً أحمر بالمطلق . وحسب المصادر نفسها، فإن سيناريو التقسيم، الذي يطلق عليه أيضاً الخطة "باء"، "سهل ومعقد في آن معاً"، فإذا كان النظام مستعدا للتخلي عن الشمال لدولة إسلامية متحالفة مع الجيش الحر، فإنه يرفض حتى الآن أي مساس بدمشق، وإذا كانت الدولة العلوية بالتحالف مع المسيحيين ممكنة على الساحل، فإن الدروز معضلة في مصير حكمهم في مناطقهم، وإذا كان مصير الأكراد شبه محسوم باستقلالهم الكلي أو الجزئي عبر الحكم الذاتي، كما هو الأمر في شمال العراق، فإن تجار دمشق وحلب منقسمون عمودياً وافقياً بين النظام وأضداده، وتشير المصادر إلى انه إذا كانت دولة الشمال المنفصلة ممكنة، لكنها ستبقى محل صراع بين الإسلاميين والجيش الحر. ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي اللبناني جورج سمعان، المعطيات السابقة، ويقول ل"الشروق"، "الوضع على الأرض في سوريا يشبه الوضع الذي تعرفه العراق، ففي سوريا الدولة مقسمة، لكن بشكل غير معلن". وحسب رئيس التحرير السابق لجريدة الحياة اللندنية، "فإن منطقة الساحل السوري التي عرفت عمليات تطهير عرقية لإبقاء الطائفة العلوية المسيطرة على المنطقة، ويقدم الأكراد انهم ذو معادلة قوية وقادرون على السيطرة على مناطق واسعة خاصة وأن عددهم يفوق 6 ملايين، كما انهم قدموا رؤساء لسوريا". ويذكر جورج سمعان، أن الهجومات التي تقوم بها المعارضة في الفترة الأخيرة والمرتكزة في الشريط الساحلي المعروف عنه السيطرة العلوية ووصلت إلى مدينة اللاذقية وحتى الريف السوري، انه يقول لبشار الأسد القوى الدولية انه محققو انتصارات لا يمكن إغفاله عندما يتم الترتيب له من القوى الخارجية، ونفس الأمر يقوم به نظام الأسد بتحقيقه الانتصارات في مدن القصير وحمص، ويشير سمعان إلى الإمارات الإسلامية المتفردة الناشئة في الشمال الشرقي السوري وعلى الحدود التركية. ويستبعد جورج سمعان، أن يعقد اجتماع جنيف 2، ويقدم بعض الأسباب لذلك ومنها "مشاركة ايران من عدمه، واستمرار الخلاف الأمريكي الروسي، ورفض المعارضة إعادة تأهيل نظام الأسد الذي يطمح في إعادة الترشح لرئاسيات 2014". أما المحلل السياسي الإيراني أمير موساوي، فيظهر بعض التحفظ على ما قاله جورج سمعان، ويقول موساوي "لاتزال الدولة المركزية في سوريا مسيطرة، رغم بعض الجيوب للمعارضة في مناطق محددة صغيرة"، ويؤكد أن تقسيم سوريا ولو بشكل نظري أمر مجانب للصواب.