قال معارضون سوريون إن حصيلة قتلى الهجوم الكيماوي على ريف دمشق، والذي نفت السلطات السورية حصوله، قد ارتفعت إلى 755 قتيل الأربعاء، في حين ندد الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، بالهجوم داعيا فريق التفتيش الدولي عن السلاح الكيماوي الموجود في سوريا بزيارة المنطقة فورا. وقالت لجان التنسيق المحلية، وهي هيئة معارضة، إنها سجلت مقتل 755 شخصا جراء القصف بالغازات السامة على بلدات عين ترما وزملكا بالغوطة الشرقية والمعضمية في الغوطة الغربية، معظمهم من السيدات والأطفال، بالإضافة لمئات المصابين، متوقعة ارتفاع أعداد القتلى بسبب النقص الحاد في الكوادر والمواد الطبية التي تعالج المصابين. أما نبيل العربي فقد أصدر بيانا ندد فيه بما وصفها ب"الجريمة المروعة التي أودت فجر اليوم بحياة المئات من المدنيين السوريين الأبرياء جراء استخدام الغازات السامة وعمليات القصف الوحشي" على الغوطة، مستغربا وقوع الهجوم "أثناء وجود فريق المفتشين الدوليين،" داعيا الفريق إلى "التوجه فوراً للاطلاع على حقيقة الأوضاع. وأكد العربي أن مرتكبي هذه العملية يجب أن يحاولون إلى العدالة الجنائية الدولية، وناشد الأجهزة والهيئات الطبية ومنظمات الإغاثة العربية والدولية، وفى مقدمتها أجهزة الأممالمتحدة المعنية بهذا الشأن، "التدخل فوراً من أجل المساعدة على إنقاذ المصابين والاطلاع على حقيقة الأوضاع في المناطق المتضررة." وكان معارضون سوريون قد أكدوا تسجيل مئات الإصابات جراء استخدام القوات الحكومية للسلاح الكيماوي في ريف دمشق. وقال طبيب ل"سي أن أن" إنه سجل مقتل 40 شخصا في مستشفى ميداني بسقبا، في حين نفت الحكومة السورية تماما صحة هذه المعلومات، التي تأتي بعد أيام على وصول فريق دولي للتحقيق باستخدام هذا النوع من الأسلحة. وأضاف الطبيب أبوسعيد، أنه استقبل 200 حالة بعد صلاة الفجر، وقد بلغت حصيلة القتلى بينهم 40 حتى الساعة. وبحسب الطبيب، الذي تحدث إلى "سي أن أن"، فإن العوارض المسجلة تشكل فقدان الوعي وخروج الزبد من الفم والأنف وضيق حدقة العين وتسارع دقات القلب وصعوبة في التنفس. وقال شهود عيان ومسوؤلون في المعارضة السورية، إن عدة انفجارات وقعت في ريف دمشق صباح الأربعاء، وتحديدا في مناطق تتمركز فيها قوات المعارضة، مضيفين أن الجيش النظامي استخدم السلاح الكيماوي، ما أسفر عن "مئات الإصابات." وعرض ناشطون تسجيلات فيديو تظهر فيها جثث هامدة دون وجود آثار جراح عليها، كما يبدو فيها عدد من الأشخاص الذين يعانون عوارض الاختناق، علما أن "سي أن أن" لم تتمكن من تأكيد صحة هذه التسجيلات بشكل مستقل. وبحسب الناشطين، فقد سقطت القذائف في الريف الغربي لدمشق، حيث تحاول السلطات السورية منذ سنة استرداد المنطقة من المقاتلين المعارضين خشية استخدامها للزحف منها نحو دمشق. وقال أحد سكان المنطقة، الذي طلب من "سي أن أن" عدم ذكر اسمه: "فريق التحقيق الدولي لن يأتي إلى هنا، وإذا ما قرر القدوم فإنه سيفعل ذلك بعد مرور وقت طويل.. نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد هو من يحدد وجهة المحققين، ولن يسمح لهم بدخول الغوطة التي تخضع أصلا للحصار." وكانت دمشق قد استقبلت مطلع الأسبوع مجموعة من المفتشين الدوليين الذين كلفتهم الأممالمتحدة بالتحقيق في صحة استخدام السلاح الكيماوي بسوريا. وتتهم عدة جهات دولية وعواصم غربية النظام السوري باستخدام السلاح الكيماوي، وتحديدا غاز السارين، ضد معارضيه، في حين يحمل النظام المعارضة مسؤولية ذلك.