كشفت صحيفة (تايمز) أمس الأربعاء أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها يستعدون لشن عمل عسكري في سوريا في غضون أيام في حال قام نظامُها باستخدام الأسلحة الكيميائية في محاولة لصد قوات المتمردين الساعية للسيطرة على دمشق. ذكرت الصحيفة، نقلاً عن مصادر أمريكية أن التدخل العسكري الذي ستقوده الولاياتالمتحدة وتشارك فيه بريطانيا ودول أخرى (ليس وشيكا، لكن وزارة الدفاع والقيادة المركزية الأمريكيتين اللتين تملكان صلاحية إصدار القرارات بشأن عمليات الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط، مستعدتان للتدخل إذا لزم الأمر). ونسبت إلى مسؤول أمريكي قوله (إن العمل لن يتطلب تحركاً كبيرا، لكن من السابق لأوانه توقع ما يمكن أن يحدث إذا تم اتخاذ قرار التدخل، غير أننا لم نصل إلى هذا النوع من القرارات). وأضاف المسؤول الأمريكي (هناك الكثير من الخيارات، ويمكن أن تقوم الولاياتالمتحدة بعمل عسكري بسرعة وفي غضون أيام إذا استخدم النظام السوري الأسلحة الكيميائية، كما أن اتخاذ أي إجراء من هذا القبيل لن يتطلب الكثير بسبب وجود قوات أمريكية في المنطقة). وقالت (تايمز) إن مسؤولين أمريكيين آخرين أكدوا أن بلادهم تدرس خيارات أخرى للتعامل مع الأسلحة الكيميائية السورية تتراوح بين غارات جوية وهجمات محددة تشنها قوى إقليمية لتأمين مواقع هذه الأسلحة. تأتي هذه التصريحات بعد إعلان منظمة حلف شمال الأطلسي (النّاتو) نشر أنظمة صاروخية دفاعية من طراز باتريوت في تركيا على مقربة من الحدود السورية، استجابة لطلب أنقرة بعد أن أبدت مخاوفها من التعرض لهجوم بالأسلحة الكيميائية من قبل النظام السوري. وفي آخر التطورات الميدانية، شنت الطائرات الحربية السورية غارات أمس الأربعاء على مناطق في ريف دمشق الذي يشهد في الأسابيع الماضية حملة عسكرية واسعة واشتباكات مع المقاتلين المعارضين، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتأتي هذه الأحداث غداة مقتل 123 شخص جرّاء أعمال العنف في مناطق مختلفة، حسب المرصد. وقال المرصد (تعرضت أطراف بلدتي المليحة وزبدين في ريف دمشق للقصف بالطيران الحربي) الذي حلق أيضا في سماء الغوطة الشرقية. كما أفاد المرصد بتعرّض مدينة داريا حنوب غرب دمشق للقصف من القوات النظامية التي اشتبكت مع مقاتلين معارضين في بلدة سقبا شرق العاصمة السورية. وكانت مناطق عدّة في ريف دمشق تعرضت بعد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء للقصف من القوات النظامية، منها يلدا ويبرود والسبينة وحران العواميد، حسب المرصد. ويشهد محيط العاصمة السورية منذ أسابيع حملة عسكرية واسعة تنفذها القوات النظامية للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين فيها، وتأمين شريط بعرض ثمانية كيلومترات في محيط دمشق. ووصلت العمليات للمرة الأولى منذ أيام إلى محيط طريق مطار دمشق. وأحصى المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له ويعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبّية في سوريا، سقوط أكثر من 41 ألف قتيل جرّاء النّزاع السوري المستمرّ منذ 20 شهرا.