قضت محكمة ألمانية، الأربعاء، بإلزام الفتيات المسلمات بالانضمام إلى البنين في حصص تعليم السباحة بالمدارس وهو قرار مهم يمس العلاقة الحساسة بين الدين والدولة. ويشير الحكم الذي أصدرته أعلى محكمة مختصة بالنزاعات العامة والإدارية في ألمانيا إلى ان التزام الدولة بمقتضى الدستور بتوفير التعليم للأطفال يمكن أن يكون له الأسبقية على العادات والممارسات المرتبطة بالمعتقدات الدينية للأشخاص. وسعت المستشارة الألمانية "انجيلا ميركل" وحكومتها التي تمثل يمين الوسط إلى الحوار مع المسلمين في ألمانيا الذي يبلغ عددهم حوالي أربعة ملايين. لكنهما قالا أيضاً أنه يجب على المسلمين بذل جهود للاندماج في المجتمع وتعلم اللغة الألمانية. وقالت المحكمة إنه لا يمكن استثناء الطالبات المسلمات من حصص السباحة شريطة أن يسمح لهن بارتداء "البوركيني" وهو لباس للسباحة يغطي كامل الجسد عدا الوجه واليدين والقدمين. وأصدرت المحكمة الإدارية الاتحادية حكمها في دعوى قضائية أقامتها فتاة مسلمة من أصول مغربية تتلقى تعليمها في مدرسة بولاية "هسه" في غرب ألمانيا. وحاول والداها لسنوات استثناءها من دروس السباحة مع البنين، وكان عمر البنت 11 عاماً عندما بدأت القضية. وقالت المحكمة في حيثيات رفضها للدعوى "لم توضح المدعية بالشكل الكافي إن المشاركة في دروس السباحة التعليمية المشتركة مع ارتداء "البوركيني" يتعارض مع قواعد اللباس عند المسلمين".