أقدمت السلطات الرسمية السورية على طرد طالبا جزائريا بعد عودته من أداء مناسك العمرة لرمضان هذا العام، مع أنه مسجل بمصالح السفارة الجزائرية بسوريا ويحمل بطاقة قنصلية. وقد تلق لخوان توفيق الطالب الجزائري بمعهد الأمينية الشرعي بالجمهورية السورية قرارا من حرس الحدود السوري يقضي بإبعاده من سوريا وبأنه غير مرغوب فيه من قبل السلطات الرسمية، وطلبت منه العودة إلى الحدود الأردنية، وإلا فإن مصيره سيكون الاعتقال. وفي اتصال بالشروق قال احد أصدقائه أن لخوان كان من المقرر أن يتخرج هذا العام بعد 6 سنوات قضاها في المعهد وقد اخطر في منتصف ليلة 16 أكتوبر الجاري بقرار الطرد دون أن توضح له السلطات الرسمية أسبابه، وهددته بالاعتقال إن هو بقي أمام الحدود، مما جعله يعود إلى الحدود الأردنية التي رفضت هي الأخرى استقباله على أراضيها، وتوعدته بالاعتقال، مما اجبره على المكوث في المنطقة الحرة التي تفصل الأردن عن سوريا. ويؤكد نفس المصدر أن الطالب الجزائري قد توجه إلى المملكة العربية السعودية، من أجل أداء مناسك العمرة، عن طريق البر مرورا بالأردن، حيث كانت رحلة الذهاب جد عادية حسب المتحدث، إلى غاية عودته حين تم توقيفه عند الحدود السورية الأردنية، ومنعه من الدخول إضافة إلى بعض الجنسيات المختلفة، حيث أٌنزلوا من حافلة النقل التي تملكها وكالة "سفريات الإيمان". واضطر "لخوان" إلى العودة للأردن بعد أن تكللت كل محاولاته مع السوريين بالفشل، لتعتقله السلطات الأردنية بعد انتهاء مدة صلاحية تأشيرته، وأودع مراكز الترحيل التي تقيمها السلطات الرسمية هناك كإجراء نظامي، حيث تم نقله بين أكثر من 25 مركزا، ليتم الاتفاق بعدها على ترحيله للجزائر على أن يدفع 300 أورو ثمن التذكرة، ومن المنتظر أن يصل إلى الجزائر في وقت لاحق من نهار اليوم. وأضاف ذات المصدر، أن الكثير من الطلبة الجزائريين قد تعرضوا في الاونة الاخيرة الى مساءلات و إهانات من طرف رجال الأمن السوريين داخل الأراضي السورية وعند الحدود، لدفعهم إلى مغادرة البلاد، خاصة طلبة العلوم الشرعية، حيث تُعتبر سوريا القبلة الأولى لهم لسهولة الدخول إليها على عكس المملكة السعودية أو مصر، في حين رفض عدد منهم نشر أسمائهم للشروق خوفا من المتابعات. وتطرح قضية المواطن الجزائري تساؤلات حول أوضاع الرعايا الجزائريين في البلدان المستقبلة لهم، بعد منحهم لإقامات مؤقتة أو دائمة، في ظل انتشار تهمة الانتماء لجماعات مسلحة، وتحت طائلة ما يسمى بالحرب على الإرهاب، حيث كشف المصدر عن توالي التحقيقات الأمنية للجزائريين بشكل شبه يومي، وهو ما أكدته وكالة أخبار النجف، التي كشفت عن استجواب الأمن السوري ل43 جزائريا، حيث تركزت الأسئلة حول علاقتهم بالأحزاب الإسلامية في الجزائر وكذا انتماءاتهم السياسية وأسباب تواجدهم على التراب السوري وموقفهم مما يحدث في العراق. وكانت الشروق اليومي قد نشرت في وقت سابق، اعترافات لأحد الجزائريين الذي كشف عن تعرضه لضغوطات من طرف الأجهزة السوري لدفعه إلى الارتباط بالتنظيمات العراقية بمبلغ يتقاضاه. السفارة السورية لا علم لها بالقضية من جانبه، نفى سكرتير سفير الجمهورية السورية بالجزائر المكلف بالإعلام، عِلم السفارة بحيثيات القضية، مرجّحا على لسان السفير أن تكون للمعني مشاكل إدارية أو قنصلية هناك، وأوضح أن هكذا قضايا تنتشر كثيرا بسوريا من فرط إخلال الكثير من الرعايا بالقوانين العامة للدولة، مشيرا إلى أن عدد الأجانب بسوريا الآن قد تجاوز 5 ملايين نسمة، وهو "ما يحتم علينا مضاعفة جهدنا للحفاظ على الأمن". وأكد المتحدث في اتصال مع الشروق مساء أمس، أن سوريا بلد مفتوح لكل الإخوان العرب من كافة الجنسيات ومن دون استثناء، وخاصة الجزائريين منهم. هشام موفق