تسعى الشركتان الفرنسيتان المتخصصتان في المجال العقاري " بويغ" و"فانسي"، في الآونة الأخيرة، للحصول على مشاريع استثمارية في ميدان البناء، حيث بات اهتمام دول الخليج وبالأخص الإماراتي يثير فضول المتعاملين الفرنسيين الراغبين في افتكاك حصتهم من السوق الجزائرية المفتوحة في الآونة الأخيرة. وتتصدر مجموعة "إعمار" الإماراتية قائمة المستثمرين بالجزائر بعد افتكاكها لمشروع انجاز خمس مشاريع هامة في المجال العقار والفندقة بلغت تكلفتها 20 مليار دولار، لتزيين واجهة العاصمة الجزائرية ببنايات عصرية أغلبها سيوجه للمكاتب، فيما بلغت استثمارات شركة "القدرة" السعودية 10 ملايير دولار في مشروع العقار والفندقة العصرية بكل من وهران ومستغانم، حيث يشار أن المستثمر "إعمار" و"القدرة" تمتاز بنياتهم بالأبراج العالية الخاصة بالمكاتب، والتي تباع بأكثر من 20 مليون دينار، حيث ينتظر أن تستقطب تلك البنايات الشركات الأجنبية المتواجدة بالجزائر، وستراعي الشركات معيار الدقة كما أنها مطالبة باحترام معيار "النوعية البيئية المرتفعة"، علما أن الشركات الصينية ظلت وفي السنوات الأخيرة تحوز على أغلب الصفقات العقارية. وفي إطار محاولة التموقع، فقد فتحت الشركة الفرنسية " بويغ" فرعا لها بالجزائر العاصمة، تحت تسمية "بيالج"، حيث شرعت هذه الأخيرة مطلع السنة الجارية 2007، في أشغال المقر الجديد لسفارة المملكة المتحدة بالجزائر، بكلفة مالية قدرها قرابة 10 مليون أورو، وهو العقد الوحيد الذي حازت عليه الشركة الفرنسية بالجزائر، في حين يبقى ذات المشروع غير مجدي كثيرا للجزائر، لأن السلطات الجزائرية تتطلع إلى مشاريع نفعية قد توفر اليد العاملة من جهة وتدفع وتيرة مشروع المليون سكن. بذات الصدد، كانت السلطات الجزائرية قد اقترحت على شركة "بويغ" الدخول في المشاريع الاستثمارية الخاصة بانجاز مشروع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الخاص بتوفير مليون وحدة سكنية، غير أن الشركة الفرنسية اعترضت على المناقصة بسبب عدم موافقتها على الأسعار المطبقة في المناقصة على مواد البناء، ورفضت التوافق في الأسعار مع تلك المعروضة على الحكومة الجزائرية من قبل المتعاملين الصينين في المجال العقاري. وترى الشركة "بويغ" أنه بإمكانها استدراك بعض ما فاتها بمرافقة المشاريع الإماراتية والسعودية بالجزائر، ويرغب العملاق العالمي في البناءات الحديدية مجموعة "سان ڤوبن" هو الآخر في التقرب من المشاريع الاستثمارية التي ستنطلق بالجزائر، خاصة بعد إعلان السلطات الرسمية على العديد من الفرص الاستثمارية والتسهيلات الإدارية، كما أن "فانسي" للعقار هي الأخرى تحاول فرض تواجدها بالجزائر. بلقاسم عجاج